قال الله تبارك وتعالى:{سَأُرْهِقُهُ صَعُودًا}[المدثر:١٧] أي: يكلفون بصعود جبل من نار، فإذا وصلوا إلى نهايته ردوا بمقامع من حديد إلى قعر النار.
قال الله عز وجل عن ناره:{لا تُبْقِي وَلا تَذَرُ}[المدثر:٢٨] أي: لا تبقي لحماً، ولا تبقي مخاً، ولا تبقي عظماً، قال:{لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ}[المدثر:٢٩] أي: حراقة للجلد، أو تلفح وجوههم فتدعها أشد سواداً من الليل البهيم.
قال الله تبارك وتعالى:{انطَلِقُوا إِلَى ظِلٍّ ذِي ثَلاثِ شُعَبٍ * لا ظَلِيلٍ وَلا يُغْنِي مِنَ اللَّهَبِ}[المرسلات:٣٠ - ٣١] هذا الظل الذي من يحموم لا بارد ولا كريم، ظل أسود حار يأخذ بالأنفاس، يكاد يزهق أرواحهم، وعهد الناس بالظل في دار الدنيا أنهم يستريحون فيه ويتفيئون نعيمه، فما بال هذا الظل؟! وعلى الطرف الآخر شجرة طوبى، يقول النبي صلى الله عليه وسلم:(إن في الجنة شجرة تسمى شجرة طوبى يسير الراكب بالجواد المسرع في ظلها مائة عام ولا ينتهي ظلها)، فانظر إلى هذا الظل من ذياك الظل!! أنت القتيل بكل من أحببته فاختر لنفسك في الهوى من تصطفي يقول الله عز وجل:{إِنَّهَا تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ}[المرسلات:٣٢] فشرر النار يشبه القصور العظيمة.
وهذه النار لا تفنى أبداً، كما قال العلامة ابن القيم: دار جمعت الطيب وأهله الطيبين، ودار جمعت الخبث وأهله، لا تستويان أبداً، ولا تبيدان أبداً.
قال مجاهد: يلقى الجرب على أهل النار فيحتكون حتى تبدوا عظامهم، فيقال: لماذا هذا؟ يقال: لأذاكم للمؤمنين.