وهناك أحاديث كثيرة في مدح العقل والتنويه بشرفه، وأما جعله حاكماً على الشرع مقدماً عليه فهذا أس الوبال والوباء الذي دخل على هذه الأمة، قال الإمام الشافعي: إنما فسد العرب لما تركوا الفطرة واتبعوا منطق أرسطو طاليس.
وعندما دخل المنطق ونشأ علم الكلام ولجأ الناس إلى الجدل ضاعت الأمة الإسلامية.
وحينما دخل استخدام المنطق والجدل وعلم الكلام تنبه إلى خطورة ذلك الإمام الشافعي، فلما قابل بشر المريسي وناظره قال: والله لأن يلقى الرجل الله عز وجل بكل شيء خلا الشرك خير له من أن يلقاه بمثل هذا الكلام.
وقال: رأيي في علماء الكلام أن يضربوا بالجريد والنعال، وأن يطاف بهم في العشائر والأمصار ويقال: هذا جزاء من ترك الكتاب والسنة وأقبل على علم الكلام.
وقال الإمام أحمد: الخوض في علم الكلام يفضي إلى الزندقة.
وقال الإمام مالك: أفكلما جاءنا رجل هو أجدل من رجل أراد منا أن نترك ما جاء به جبريل إلى قلب نبينا صلى الله عليه وسلم؟! وقال أبو يوسف لـ بشر بن غياث المريسي: يا بشر! إما أن تتوب أو تفسد علينا خشبة.
يعني: نصلبك على خشبة إن لم ترجع عن أقوالك هذه العفنة.