قال تعالى:{تِلْكَ إِذًا قِسْمَةٌ ضِيزَى}[النجم:٢٢].
وفي القراءة السبعية الثانية:(تلك إذاً قسمة ضئزى).
وفي لغة العرب: ضيزى يعني: جائرة وليست بعادلة، تقول: ضِيزى، وضوزى، وضؤزى، وضأزى، كلها في لغة العرب، ولغة القرآن أبلغ.
تقول: ضيزى من قولك: ضازه يضيزه، يعني: نقصه حقه، وتقول: ضأزه يضأزه، ضيزى أو ضئزى، يعني: هذه قسمة ناقصة وجائرة.
قال تعالى:{تِلْكَ إِذًا قِسْمَةٌ ضِيزَى * إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ}[النجم:٢٢ - ٢٣] أي: هذه أسماء لا تضر ولا تنفع، وهي أعلام على جمادات ليس تحتها من شيء إلا أنها أسماء، مثلما هو عند الصوفية يقول لك: القطب والأبدال والخواص، والغوث، والأوتاد، ورئيس الديوان، والديوان الذي هو مشرف على الملكوت، يقولون: إن هذا الكون نظام بديوان، وأقطابه الأربعة: الرفاعي والدسوقي والبدوي وتشرف أم هاشم رضي الله عنها على هذا، فهي رئيسة الديوان.
فهذا كلام ما أنزل الله تبارك وتعالى به من سلطان: ما هذه الأسماء ماذا خلفها لا شيء إلا أنها أسماء فالسابقون مضوا وما خدعوا الورى بالترهات لأنهم أمناء واللاحقون مضوا على أهوائهم أرأيت ما فعلت بنا الأهواء بدع بها جمعوا من الأموال ما جمعوا ومجموع الهباء هباء في ذمة العلماء هذا كله إن كان فيما بيننا علماء ونقل عن بعضهم أنه ذكر السيد البدوي، وكان من ضمن ما قال: إن البدوي ذهب ليصلي على غلام قد مات، فقال له والد الصبي: أنا أولى بالصلاة منك، فأنا والده، قال: لا، عندي أمر من الله عز وجل أن أصلي أنا عليه، فبعد أن صلى عليه قال للغلام: قم، فقام الغلام من كفنه! والناس يصيحون: الله! مرة أخرى يا سيدنا الشيخ، هذا على ملأ من الناس والله!! وهذا يذكرني بحال من يسمعون القرآن والقارئ يقرأ آيات ذكر النار فيقول: ثانية، وإذا لم تعجبه الآية يقول: كفرتنا يا سيدنا الشيخ أعد مرة أخرى.
كنت جالساً مرة أنا والشيخ أبو إسحاق في مسجد العزيز، فقال لي: أريك العجب العجاب؟ كان الشيخ محمود صديق المنشاوي جالساً يقرأ في مسجد الحسين، وحوله مجموعة، وبعدما أكمل التلاوة ذهب إليه شخص وقال له: الله الله، قسماً بالله لئن جلس مكانك أحد لأمزقنه، يعني: أي شخص يجلس على هذا الكرسي غيرك ويقرأ فإني سأقتله بالمسدس!