هذه الدار التي اشتاق إليها الصالحون، فهذا عمير بن الحمام الصحابي الجليل سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:(قوموا إلى جنة عرضها السماوات والأرض، فقال: بخ بخ، قال: ما حملك على أن تقول هذا؟ قال: والله يا رسول الله! ما قلت ذلك إلا رجاء أن أكون من أهلها، قال: فإنك من أهلها، فأخرج تمرات من قرنه جعل يأكل منهن ثم ألقاها وقال: إنها لحياة طويلة إن مكثت حتى آكل تمراتي هذه، وقاتل حتى قتل).
إنها الدار التي اشتاق إليها حرام بن ملحان في يوم بئر معونة لما طعن وسال الدم على رأسه وقال: فزت ورب الكعبة.
وهذا عامر بن فهيرة راعي أغنامٍ لـ أبي بكر الصديق، لما طعنه الجبار بن أبي سلمى يوم بئر معونة قال: فزت ورب الكعبة، فقال الجبار قاتله: بماذا فاز؟ قالوا: بالجنة، قال: فرأيت رجالاً يذهبون به في السماء علواً حتى كانت السماء بيني وبينه، ثم أسلم جبار في الحال.
هذه الدار التي قال عنها جعفر الطيار: يا حبذا الجنة واقترابها طيبة وبارد شرابها هذه الدار التي شم رائحتها أنس بن النضر رضي الله عنه لما خرج لغزوة أحد فقال له سعد بن معاذ: إلى أين يا أبا عمرو؟ قال: إليك عني يا سعد بن معاذ! والله إني لأشم رائحة الجنة من دون أحد.