للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[بيان فضل اتباع النبي صلى الله عليه وسلم]

قال الله تبارك وتعالى: {وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلاغُ الْمُبِينُ} [النور:٥٤].

وقال الله تبارك وتعالى: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [آل عمران:٣١].

قال الحسن: ادعى قوم على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم محبة الله فابتلاهم الله بهذه الآية، فعلامة محبتك لله عز وجل حب اتباعك لرسول صلى الله عليه وسلم.

وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (ما من نبي بعثه الله في أمة قبلي إلا كان له من أمته حواريون وأصحاب يأخذون بسنته ويقتدون بأمره، ثم إنها تخلف من بعدهم خلوف يقولون ما لا يفعلون، ويفعلون ما لا يؤمرون، فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن، ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن، ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن، وليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل)، فالحواريون من هذه الأمة هم الذين يتبعون هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما قال تعالى: {كُونوا أَنصَارَ اللَّهِ} [الصف:١٤]، وأعظم شيء أن تكون نصيراً لله عز وجل، والرسول صلى الله عليه وسلم رقى المتبع لسنته صلى الله عليه وسلم وخلع عليه اسم الحواري.

ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إن أناساً من أمتي يأتون بعدي يود أحدهم لو اشترى رؤيتي بأهله وماله).

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أشد أمتي حباً لي قوم يكونون بعدي يود أحدهم أنه فقد أهله ماله وأنه رآني).

ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن من ورائكم زمان صبر).

أي: صبر على السنة، وهذا أفضل أنواع الصبر؛ لأنه صبر على الطاعة, وهو أفضل وهو من الصبر عن المعصية ومن الصبر على الفتن.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن من ورائكم زمان صبر، للمتمسك فيه منهم أجر خمسين شهيداً منكم).

أي: من الصحابة، يعني: المتمسك بالسنة في هذا الزمان له أجر خمسين شهيداً من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (يأتي على الناس زمان الصابر فيه على دينه كالقابض على الجمر).

وعن ابن عمرو رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (طوبى للغرباء، أناس صالحون في أناس سوء كثير، من يعصهم أكثر ممن يطيعهم).

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، عضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور؛ فإن كل بدعة ضلالة).

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم للصحابة: (أليس تشهدون أن لا إله إلا الله، وأني رسول الله؟ قالوا: بلى، قال: إن هذا القرآن طرفه بيد الله وطرفه بأيديكم فتمسكوا به، فإنكم لن تضلوا ولن تهلكوا بعده أبداً).

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (تركت فيكم شيئين لن تضلوا بعدهما: كتاب الله وسنتي، ولن يتفرقا حتى يردا علي الحوض).

وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه)، فالسنة معه، وقد كان جبريل عليه السلام يدارسه السنة كما يدارسه القرآن.

وقال صلى الله عليه وسلم: (ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه، ألا يوشك رجل شبعان على أريكته يقول: عليكم بهذا القرآن -أي: القرآن فقط-، فما وجدتم فيه من حلال فأحلوه، وما وجدتم فيه من حرام فحرموه، وإن ما حرم رسول الله كما حرم الله).

فقوله: (ألا يوشك رجل شبعان) يعني: لا يقول هذا إلا الشبعانون المترفون.

وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (قد تركتكم على البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك، ومن يعش منكم فيسرى اختلافاً كثيراً).

وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (أما بعد: فإن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة).

وقال النبي صلى الله عليه وسلم لما أتاه عمر وقال له: (يا رسول الله! إنا نسمع أحاديث من يهود فتعجبنا، أفترى أن نكتب بعضها؟ فقال: أمتهوكون أنتم بعدي -يعني: أمتحيرون أنتم بعدي- كما تهوكت اليهود والنصارى؟ لقد جئتكم بها بيضاء نقية، ولو كان موسى حياً ما وسعه إلا اتباعي).

وفي لفظ الدارمي: (أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أتى الرسول صلى الله عليه وسلم بنسخة من التوراة فقال: يا رسول الله! هذه نسخة من التوراة، فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجعل عمر يقرأ ووجه رسول يتغير، فقال أبو بكر: ثكلتك الثواكل يا ابن الخطاب! -يعني: ثكلتك الثواكل أن أغضبت رسول الله-، أما ترى ما بوجه رسول الله، فنظر عمر إلى وجه رسول الله، فقال: أعوذ بالله من غضب الله ومن غضب رسوله، رضينا بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد نبياً، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: والذي نفس محمد بيده لو بدا لكم موسى عليه السلام فاتبعتموه وتركتموني لضللتم عن سواء السبيل، ولو كان حياً وأدرك نبوتي لاتبعني).

فلا تأخذ برأيك ولا بعقلك وتقدمهما على حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم.