الحمد لله وكفى وصلاة وسلاماً على عباده الذين اصطفى.
أما بعد: فهناك أيضاً من يتطاول على الناس بجماله فيظن أن الميزان عند الله تبارك وتعالى بمسابقات الجمال، أو أنه سيدخل الجنة بزرقة عينيه.
وهذا الأمر في النساء أكثر منه في الرجال، تقول السيدة عائشة للرسول صلى الله عليه وسلم:(حسبك من صفية أنها كذا وتشير إلى أنها قصيرة فقال: لقد قلت كلمة لو مزجت بماء البحر لمزجته).
فالذي يفتخر بجماله ينظر إلى عباد الله تبارك وتعالى منتقصاً لهم، فإذا ما لمسه أحد المساكين ذهب إلى البيت ورش العطر على جسده، فهذا يصدق فيه قول الشاعر: كيف يزهو من رجيعه أبد الدهر ضجيعه وقال آخر: أنف يسيل وأذن كلها سهكٌ والعين مرمشة والثغر ملعوب يا ابن التراب ومأكول التراب غداً قصر فإنك مأكول ومشروب فلا يفتخر بهذا إلا رجل يظن أن المقياس عند الله تبارك وتعالى الجمال.