هذه قصيدة للشيخ عبد الرحمن العشماوي، وقد رثى بها الشيخ ابن باز فقال: خفقان قلب الشعر أم خفقاني أم أنه لهب من الأحزان ماذا يقول محدثي أحقيقة ما قال أم ضرب من الهذيان ما لي أرى ألفاظه كحجارة ترمي بها الأفواه للآذان يعني: عندما قيل له: الشيخ مات.
الشيخ مات عبارة ما خلتها إلا كصاعقة على الوجدان أو أنها موج عنيف جاءني يقتاد نحوي ثورة البركان يا ليتني استوقفت رنة هاتفي قبل استماع نداء من ناداني أو أنني أغلقت كل خطوطه متخلصاً من صوته الرنان الشيخ مات أما لديك عبارة أخرى تعيد بها اتزان جناني قل لي بربك أي شيء ربما أنقذتني من هذه الأشجان قل لي بربك أي شيء قال لي عجباً لأمرك يا فتى الفتيان أنسيت أن الموت حق واقع ونهاية كتبت على الإنسان أنسيت لا والله لكني إلى باب الرجاء هربت من أحزاني الشيخ مات صدقت إني مؤمن بالله مجبول على الإذعان الشيخ لا بل قلعة العلم التي ملئت برأي صائب وبيان هو قلعة العلم التي بنيت على ثقة بعون الخالق المنان وأمامها هدمت دعاوى ملحد وارتد موت البغي والبهتان وتطايرت شبه العقول لأنها وجدت بناء ثابت الأركان أنست بها نجد ومهبط وحينا واسترشد القاصي بها والداني هو قلعة ظلت تحاط بروضة خضراء من ذكر ومن قرآني صان الإله بها عقيدة أمة في عصرنا المتذبذب الحيران ماذا تقول قصائد الشعر التي صارت بلا سطر ولا أوزان ماذا تقول عن ابن باز إنها ستظل عاجزة عن التبيان ماذا تقول عن التواضع شامخاً وعن الشموخ يحاط بالإيمان ماذا تقول عن السماحة والنهى عن فقه هذا العالم الرباني مات ابن باز للقصائد أن ترى حزن القلوب وأدمع الأجفان في عين طيبة أدمع فياضة تلقى دموع الطائف الولهان والخرج تسأل والرياض ومكة عن قصة مشهورة العنوان عن قصة الرجل الذي منحت له كل القلوب مشاعر اطمئنان ما زالت أذكر صوته يسري إلى أعماقنا بمودة وحنان يفتي وينصح مرشداً وموجهاً ومعلماً للناس دون توان نور على الدرب ارتوى من فقهه وسرت منابعه إلى الظمآن يا رب قد أصغت إليك قلوبنا وتعلقت بك يا عظيم الشان الشيخ مات عليه أندى رحمة وأجل مغفرة من الرحمن ظل الشيخ ابن باز طيلة عمره يدافع عن العقيدة السلفية، وهو الشيخ الكبير الذي ترجع إليه جميع الأمة الإسلامية في الفتوى، فموته كان من المصائب التي أصيب بها المسلمون.
نسأل الله عز وجل أن يجعل شيخنا ابن عثيمين خلفاً عن شيخنا ابن باز، وأن يسير به على دربه، ويرحم شيخنا الشيخ ابن باز أحلى رحمة وأرق رحمة.
اللهم أبدله داراً خيراً من داره، وأهلاً خيراً من أهله، وزوجاً خيراً من زوجه، اللهم اغسله بالثلج والماء والبرد، وأكرم نزله، وأكرم مدخله، واجعله مع العلماء الربانيين.