للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

مشايخِهم يعتقدونَ العصمةَ، أو يقولونَ: إنه محفوظٌ، والمعنى واحدٌ، ولو أقَرَّ بلسانِه؛ عامَلَه بالعصمةِ بقلبِه.

فهؤلاءِ إذا اعتقدوا ذلكَ في بعضِ المؤمنين؛ كيفَ لا يعتقدونَ ذلك في الأنبياءِ؟!

فإن كان مِن المسلمينَ؛ اعتقدَ أن الأنبياءَ أفضلُ من شيخِه وإمامِه، فبعِصمَتِهم بطريقِ الأَوْلى.

وإن كان من الزنادقةِ الذين يعتقدونَ أن الشيخَ أفضلُ من النبيِّ - كما يقولُه المتفلسفةُ، والشيعةُ، وغلاةُ الصوفيةِ الاتحاديةِ، وغيرُهم-؛ فلا بدَّ لهؤلاءِ أن يُقِرِّروا الغُلُوَّ في الأنبياءِ؛ حتى يُوافِقَهم الناسُ على الغُلُوِّ في أئمَّتِهم.

وهذا كلُّه من شعبِ النصرانيةِ الذينَ قال فيهم: {قل يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم}، إلى قولِه: {إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله}، إلى قولِه: {سبحانه أن يكون له ولد}، إلى قولِه: {لن يستنكف المسيح أن يكون عبدا لله}، وقد قال صلى الله عليه وسلم: «لا تُطْروني كما أطْرَتِ النصارى المسيحَ؛ بل قولوا: عبدُ اللهِ، فإنما أنا عبدٌ» (١)، و «إنما أضَلَّ مَن كان قبلَكم الغُلُوُّ في


(١) رواه البخاري (٣٤٤٥)، من حديث عمر رضي الله عنه.

<<  <  ج: ص:  >  >>