للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وتارةً يَستدِلُّ بالنشأةِ الأولى؛ نحوُ: {وضرب لنا مثلا … } الآياتِ، وقولِه: {قل كونوا حجارة … } الآيةَ.

وذَكَر إحياءَ المَوْتى في غيرِ موضعٍ، نحوُ قولِه: {ثم بعثناكم من بعدَ موتكم}، وقال فيها أيضًا: {فقلنا اضربوه ببعضها كذلك يحيي الله الموتى}، وقولِه: {ألم تر إلى الذينَ خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت فقال لهم الله موتوا، ثم أحياهم}، وقولِه: {وانظر إلى العظام كيفَ ننشزها، ثم نكسوها لحما}، وذلك أكثرُ من أن يُحصَرَ.

وأما أشراطُ الساعةِ التي ذكَرها اللهُ، مثلُ: الدجالِ، والدابَّةِ، وخروج الشمسِ من مغرِبِها، وغيرِ ذلك: هي من أشراطِ الساعةِ، وهي القيامةُ الكبرى التي لا يعلَمُها أحدٌ إلا اللهُ، فهذه الساعةُ لا يعلَمُها غيرُه سُبْحانَه، بخلافِ غيرِها من موتِ الإنسانِ، وانخرامِ القَرْنِ، فإنه يعرفُه من الخلقِ مَن شاءَ اللهُ، وجمهورُ الخلقِ يعلمونَ ذلك تقريبًا، وإن لم يعلموه تحديدًا، كما يعلمونَ أن غالبَ الخلقِ لا يَبْقَوْنَ مائةَ سنةٍ، ونحوَ ذلك مما جرَتْ به العادةُ، وقد يُعلَمُ ذلك بطريقٍ آخر مما لا يتَّسِعُ له هذا الموضعُ، فلا يقالُ في ذلك: {لا يجليها لوقتها إلا هو ثقلت في السموات والأرض}؛ أي: خفِيَ عِلْمُها على أهلِ السمواتِ والأرضِ، ولا يقال: {إنما علمها عندَ اللهِ}، وقد قال: {إن اللهَ عندَه علم الساعة} الآية.

<<  <  ج: ص:  >  >>