للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقيل من راق وظن أنه الفراق}، فبيَّنَ ما يكون عندَ الموتِ، إلى قولِه: {أيحسب الإنسان أن يترك سدى ألم يك نطفة من مني يمنى}، إلى أن (١) قال: {أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى}، فاستدلَّ بقدرتِه على الخلقِ الأولِ على قدرتِه على إحياءِ الموتى، وذلك في القرآنِ كثيرٌ، يَستدِلُّ بالنشأةِ الأولى على البعثِ في القيامةِ الكبرى، وتارةً يبيِّن البعثَ بقدرتِه على خلقِ الحيوانِ، وتارةً بخلقِ النباتِ؛ كما قال: {يا أيها الناس إن كنتم في ريب من البعث … } الآيةَ، وقولِه: {وترى الأرض هامدة فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت … }، إلى قولِه: {وأنه يحيي الموتى وأنه على كل شيء قدير وأن الساعة آتية لا رَيْبَ فيها وأن اللهَ يبعث من في القبور}، وقولِه: {وأحيينا به بلدة ميتا كذلك الخروج}، و {كذلك النشور}، فهذا كلُّه بيانٌ للقيامةِ.

وتارةً يَستدِلُّ عليها بقدرتِه على خلقِ العالَمِ؛ كما في قولِه في «ق»: {أفلم ينظروا إلى السماء … }، إلى قولِه: {ونزلنا من السماء ماء مباركا … }، إلى قولِه: {كذلك الخروج}، ثم ذكر الموتَ بقولِه: {وجاءت سكرة الموت بالحق}، وقولِه: {أو ليس الذي خلق السموات والأرض بقادر على أن يخلق مثلهم}، وقولِه: {لخلق السموات والأرض أكبر من خلق الناس} وقولِه: {أو لم يروا أن اللهَ الذي خلق السموات والأرض ولم يعي بخلقهن بقادر على أن يحيي الموتى بلى إنه على كل شيء قدير}.


(١) قوله: (أن) سقطت من الأصل، وهي مثبتة في (ع).

<<  <  ج: ص:  >  >>