للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

شهدة" و"عوالي طراد" و"أربعي محمد بن أسلم الطوسي" وغير ذلك، وسمعت عليها جزء "ابن أبي الفراتي" و"نسخة أبي مسهر"، وخمسة أحاديث من "الأربعين الآجرية" (١).

تلاميذه: تتلمذ على الإمام ابن المحب الصامت كثير من العلماء العاملين، وتخرج عليه كبار الأئمة الحافظين، حتى روى عنه بعض شيوخه، وهذا يدل على إحاطته بالعلم ورسوخه، فمن الذين أخذوا عنه وسمعوا، أو أجازهم بالرواية، وعنه رووا:

[١ - شيخه الإمام المحدث محمد بن أحمد بن عبد الهادي المتوفى سنة ٧٤٤ هـ.]

قال الذهبي: "الحافظ الإمام العلامة ذو الفنون، شمس الدين أبو عبد اللَّه محمد بن أحمد بن عبد الهادي المقدسي الصالحي الحنبلي، ولد سنة خمس وسبعمائة، لازم الحافظ المزي فأكثر عنه وتخرج به، واعتنى بالرجال والعلل، وبرع، وجمع، وصنف، وتفقه بشيخ الإسلام تقي الدين بن تيمية، وكان من جلة أصحابه، وتصدر للاشتغال والإفادة، وكان رأسًا في القراءات، والحديث، والفقه، والتفسير، والأصلين، واللغة، والعربية. تخرج به خلق، واللَّه ما اجتمعت به قط إلا استفدت منه" (٢).

قال ابن ناصر الدين الدمشقي: "وأول من أخذ عنه فيما أعلمه شيخه العلامة الحافظ المقدَّم أبو عبد اللَّه محمد بن أحمد بن عبد الهادي، سمع في سنة ثلاثين وسبعمائة جزءا تامًّا، فكان بين أول تحديثه ووفاته تسعة وخمسون عاما" (٣).

[٢ - الإمام القاضي نظام الدين أبو حفص عمر بن إبراهيم بن محمد بن مفلح المقدسي الصالحي المتوفى سنة ٨٧٢ هـ.]

وهو راوي كتاب صفات رب العالمين عن مؤلفه الإمام ابن المحب الصامت.

قال عنه ابن مفلح: "الشيخ الإمام الواعظ الأستاذ قاضي القضاة نظام الدين ابن قاضي القضاة برهان الدين مولده أظن سنة ثمانين وسبعمائة، فإن له حضورا على الشيخ الصامت سنة أربع، وكان رجلًا دينًا يعمل الميعاد يوم السبت بكرة النهار على طريقة والده، وقرأ البخاري على شيخنا الشيخ شمس الدين ابن المحب وأجازه، وباشر نيابة الحكم مدة، توفي سنة اثنتين وسبعين وثمانمائة" (٤).


(١) انظر: معجم الشيوخ للسبكي (١/ ٦٠١ - ٦٠٢) تخريج: شمس الدين أبي عبد اللَّه بن سعد الصالحي الحنبلي.
(٢) انظر: العبر للذهبي (٤/ ١٣٢).
(٣) انظر: مخطوط التبيان لبديعة البيان عن موت الأعيان لابن ناصر الدين الدمشقي (ل ٢٢٨/ أ).
(٤) انظر: المقصد الأرشد لابن مفلح (٢/ ٢٩٢ - ٢٩٣).