الأصل في توحيد الصِّفات أن يوصف الله تعالى بما وصف به نفسه، وبما وصفته به رسله نفيًا وإثباتًا، فيُثبَت لله ما أثبته لنفسه، ويُنفى عنه ما نفاه عن نفسه.
وطريقة سلف الأمة وأئمتها: إثبات ما أثبته من الصِّفات من غير تكييف ولا تمثيل، ومن غير تحريف ولا تعطيل، وكذلك ينفون عنه ما نفاه عن نفسه (١).
وصفات الله تعالى تنقسم بحيث ثبوتها وأدلتها إلى قسمين:
القسم الأول: صفات خبرية أو نقلية أو سمعية.
القسم الثاني: صفات سمعية وعقلية: هي الصِّفات التي يشترك في إثباتها الدليل السمعي والدليل العقلي.
وقد ذكر ابن المحب ﵀ في هذه الجزئية المحققة - من لوحة (٢٢٣/ ب) إلى لوحة (٣٠٥) - بعضًا من القسم الأول من الصِّفات وهي الصِّفات الخبرية .. مبوبًا للصفة .. ثم الإسهاب في ذكر أدلتها من الكتاب -إن وجد- والسُّنَّة الصحيحة وغيرها .. وسأسير على منهجه في ذكر كل صفة مستقلة عن غيرها من الصِّفات .. إلا أنني أرتبها ترتيبًا هجائيًا .. وسأذكر بعضًا من الأدلة التي استشهد بها المصنِّف في إثبات الصِّفة، ثم أذكر منهج أهل السُّنَّة والجماعة في كل صفة - إن وجد - ومقتصرةً عليه، دون ذكر أقوال الفرق المخالفة. والرد عليها .. ومن أراد الاستزادة في الأدلة من الكتاب والسُّنَّة فليراجعها في كلام المصنف ﵀.