للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

- الدولة الغورية:

وقد بدأت أيام الدولة الغزنوية وكان أول ظهورهم سنة ٥٤٣ (١) وانقرضت الدولة الغزنوية على أيديهم سنة ٥٧٩ هـ (٢) ومن ملوكهم غياث الدين محمود.

وهو آخر ملوك الغورية، ولقد كانت دولتهم من أحسن الدول سيرة، وأعدلها وأكثرها جهادًا، وكان محمودُ هذا عادلًا حليمًا كريمًا، من أحسن الملوك سيرة وأكرمهم أخلاقا، رحمه اللَّه تعالى" (٣) وانتهت دولتهم بقتله وذلك في سنة ٦٠٥ هـ (٤).

- الدولة الزنكية:

وتنتسب إلى قسيم الدولة عماد الدين زنكي بن آقسنقر التركي. وقد ولاه السلطان محمود بن ملكشاه البصرة في سنة ثمان عشرة وخمسمائة، ثم ملك الموصل في سنة ٥٢١ هـ، وملك كثيرًا من البلدان الشامية، واشتغل بمحاربة الصليبيين، ففتح من أيديهم عدة مدن وحصون (٥).

"وكان له أثرٌ عظيم في نصرة الإسلام، وكف عادية الفرنج ومهد لمن بعده فتح البلاد، بعد أن كان الفرنج قد ضايقوا مدينة حلب واستولوا على حصونها، وأخذوا المناصفة من المسلمين إلى بابها، فأغاثهم اللَّه بزنكي وبولده من بعده، وكان زنكي ملكًا عظيمًا وشجاعًا جبارًا، كثير العظمة والتجبر، وهو مع ذلك يراعي أحوال الشرع وينقاد إليه، ويكرم أهل العلم، وبلغني أنه كان إذا قيل له: أما تخاف اللَّه؟ خاف من ذلك، وتصاغر في نفسه، فأظهر اللَّه تعالى سره المحمود في ولده محمود" (٦).


(١) انظر: تاريخ الإسلام للذهبي (١١/ ٧٥٤).
(٢) انظر: المختصر في أخبار البشر لأبي الفداء الأيوبي صاحب حماة (٣/ ٢٥).
(٣) انظر: الكامل لابن الأثير (١٠/ ٢٥٨).
(٤) انظر: المختصر في أخبار البشر لأبي الفداء الأيوبي صاحب حماة (٣/ ١١٠).
(٥) انظر: سير أعلام النبلاء للذهبي (٢٠/ ١٨٩ - ١٩٠).
(٦) انظر: بغية الطلب في تاريخ حلب لابن العديم (٨/ ٣٨٤٩).