للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال ابن القيم: "وجميع طرق الأدلة -عقلًا ونقلًا وفطرةً، وقياسًا واعتبارًا، وذوقًا ووجدًا- تدل على إثبات محبة العبد لربه، والرب لعبده، وقد ذكرنا لذلك قريبا من مائة طريق في كتابنا الكبير في المحبة" (١).

[دليل العقل]

إن العقل السليم الصريح ليثبت محبة اللَّه لعباده المؤمنين، لا سيما وأن اللَّه قد أعد لهم الثواب وسلمهم من العقاب.

قال العلامة ابن عثيمين: "نثبت المحبة بالأدلة العقلية، كما هي ثابتة عندنا بالأدلة السمعية، احتجاجًا على من أنكر ثبوتها بالعقل، وإثابة الطائعين بالجنات والنصر. والتأييد وغيره، هذا يدل بلا شك على المحبة ونحن نشاهد بأعيننا ونسمع بآذاننا عمن سبق وعمن لحق أن اللَّه ﷿ أيد من أيد من عباده المؤمنين ونصرهم وأثابهم، وهل هذا إلا دليل على المحبة لمن أيدهم ونصرهم وأثابهم ﷿؟! " (٢).

قال العلامة الهراس: "وأما أهل الحق: فيثبتون المحبة صفة حقيقية للَّه ﷿ على ما يليق به، فلا تقتضي عندهم نقصًا ولا تشبيهًا، كما يثبتون لازم تلك المحبة، وهي إرادته سبحانه إكرام من يحبه وإثابته" (٣).

* * *


(١) انظر: مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين لابن القيم (٣/ ٢٠).
(٢) انظر: شرح العقيدة الواسطية لابن عثيمين (ص ٢٤١).
(٣) انظر: شرح العقيدة الواسطية لمحمد بن خليل الحراس (ص ١٠٢).