للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال شيخ الإسلام ابن تيمية في "بيان تلبيس الجهمية": ردّه على الرّازي في زعمه أنَّ حديث "إنَّ الرَّحِم تتعلق بحقوي الرَّحمن" (١) يجب تأويله:

قال: "يقال له: بل هذا من الأخبار التي يقرِّه من يقرّ نظيره والنِّزاع فيه كالنِّزاع في نظيره فدعواك أنَّه لابد فيه من التَّأويل بلا حجة تخصّه لا يصح.

ثم قال: "قال ابن حامد في كتابه فصلٌ ومما يجب التصديق به أنَّ لله حقوًا، قال المروذي: قرأت على أبي عبد الله - يعني أحمد بن حنبل - كتابًا فنظر فيه فإذا فيه ذكر حديث أبي هريرة عن النبي : "أنَّ الله خلق الرَّحم حتى إذا فرغ منها أخذت بحقو الرحمن "فرفع المحدث رأسه، وقال: أخاف أن تكون قد كفرت، قالى أبو عبد الله: هذا جهمي".

ثم قال: "فجملة هذه المسائل مذهب إمامنا فيها الإيمان والتَّصديق بها والتَّسليم والرِّضا، وأنَّ الله يضع كنفه على عبده تقريبًا له إلى أن يضع كنفه عليه، وذلك صفة ذاته لا يدري ما التكييف فيها ولا ماذا صفتها وكذلك في الرَّحم تأخذ بحقو الرحمن صفة ذاته لا يدري ما التكييف فيها ولا ماذا صفتها". ا. هـ (٢).

* صفة الذِّراع:

وردفي هذه الصِّفة حديث وصف كثافة وغلظ جلد الكافر "اثنان وأربعون ذراعًا بذراع الجبَّار" (٣) وقد صححه جمعٌ من أهل العلم - كما سيأتي في قسم التحقيق -.

لكن في عامة مصادر السُّنَّة لم يرد عقب لفظة الجبَّار عبارات التفخيم والتعظيم والتنزيه التي لا تعليق بغير الله مثل: ﷿ أو جلّ اسمه، ونحوها إلا فيما ذكره ابن المحب ، وفي كتاب "إبطال التأويلات" لأبي يعلى الفرَّاء، وفي "الكفاية" للخطيب. حيث ذكر الحديث ثم قالط: "كان في أصل سماع


(١) سيأتي تخريجه في قسم التحقيق بلفظ: "تعلَّقت" رقم (١١٢).
(٢) ابن تيمية في "بيان تلبيس الجهمية" (٦/ ٢٠٧) وما بعدها.
(٣) سيأتي تخريجه في قسم التحقيق رقم (٦).