للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال: واللّه قائم بنفسه فهو مرئي، لأن شرط من يرى موجود في صفته، وهو معلوم أيضًا بأخذ شرائط العلم، لأنه معلوم بالاستدلال، وقد يجوز أن يُعلم بالحس أنه موجود.

قال: ثم يقال له: غلطت في قولك، أنا أجزنا الرؤية بالنظر في وقت دون وقت، بل يقول: أن الرؤية على اللّه جائزة في كل الأوقات، لأن شرط المرئي: أن يقوم بنفصه واللّه قائم بنفسه في كل وقت، فيجوز أن يُرى في كل وقت، وأما من قال من أصحابنا (١): أنه يرى في وقت دون وقت، وإنما قال يرونه في وقت دون وقت، وإن كان يجوز أن يروه أبدا. كما أن أهل الجنة عندهم يدخلون الجنة في وقت دون وقت، وقد يجوز أن يدخلونها في كل وقت، فكذلك يرون اللّه في وقت دون وقت، ويجوز أن يروه في كل وقت.

وقال: موسى سأل اللّه رؤيته لأن رؤيته صحيح متوهم جائزة، ولم يسأله أن يعانقه أو يلمسه لأن المعانقة واللمس غير جائزة على اللّه ولا متوهم منه.

[١٣ - باب]

سئل أبو القاسم إسماعيل بن محمد التيمي (٢): أن اللّه حين خلق آدم هل رأى ربه عيانا أم لا؟ فأجاب: كلمه اللّه قبلا، ولم يرو حي أنه رآه، والرؤية للنبي خصوصًا.

٣٢٢ - قال محمد بن إسحاق: عن جعفر بن الزبير (٣)، عن القاسم (٤)، عن أبي أمامة، عن أبي ذر، أنه قال: قلت: "يَا نبي اللَّهِ، أَنَبِيًّا كَانَ آدَم، قَالَ: نَعَمْ كَانَ نَبِيًّا كَلَّمَهُ اللهُ قِبَلًا" (٥).


(١) أي الكلابية.
(٢) إسماعيل بن محمد بن الفضل القرشي، التيمي، ثم الطلحي، الأصبهاني أبو القاسم (٤٥٧ - ٥٣٥ هـ) سمع من: عبد الوهاب بن أبي عبد اللّه بن منده، وعاصم بن الحسن، وغيرهما. حدث عنه: أبو العلاء الهمذاني، وأبو طاهر السلفي، وغيرهما. الإمام، العلامة، الحافظ، شيخ الإسلام، الملقب: بقوام السنة، مصنف كتاب (الترغيب والترهيب) وغيرها. انظر: أبي (٢٠/ ٨٠ - ٨٦) (رقم: ٤٩).
(٣) جعفر بن الزبير الحنفي، متروك الحديث. سبقت ترجمته في الحديث رقم (٤٨).
(٤) القاسم بن عبد الرحمن الدمشقي، صدوق، يغرب كثيرًا. سبقت ترجمته في الحديث رقم (٤٨).
(٥) رواه أبو الشيخ الأصبهاني في العظمة (٥/ ١٥٥٤) بنحوه. وأحمد في مسنده برقم (٢٢٢٨٨)، والطبراني في معجمه الكبير برقم (٧٨٧١) من طريق: علي بن يزيد الألهاني، عن القاسم بن عبد الرحمن، عنه. مطولًا بمعناه. وقال شعيب الأرنؤوط - محقق مسند أحمد - (٣٦/ ٦١٩): إسناده ضعيف جدا. والدارمي في الرد على الجهمية برقم (٣١٧) من طريق: علي بن يزيد الألهاني، عن القاسم بن عبد الرحمن، عنه. بمعناه.