للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[فصل]

قال أبو الحسن علي بن أحمد بن شاهويه (١) في كتاب تعبير الرؤيا: "فمن رأى الله بمكان يملأ ذلك المكان عدلًا وخصبًا (٢) وخيرًا، فإن أنكر مُنكِرٌ رؤية الله في المكان فالحُجة عليه كالحجة على من أنكر في الآخرة، يقال له: لا خلاف أن الله موجود، كل موجود جائز رؤيته، كسائر الموجودات، فإن رأى أن الله قد ناوله شيئًا من متاع الدنيا فمصائب تؤد به إلى رحمته، فإن أعرض عنه فهو لذنب من الذنوب".

١٦ - باب رؤية الله في البرزخ (٣)

٤٤٣ - عن طلحة بن خراش (٤) قال: سمعت جابر بن عبد الله يقول: قال لي رسول الله : "يَا جَابِر، أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ اللّهَ كَلَّمَ أَبَاك كِفَاحًا (٥)، وَمَا كَلَّمَ بَشَر إِلَّا مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ، أَوْ يُرْسِلَ رَسولًا" (٦). رواه الترمذي (٧)، وابن ماجه (٨) لموسى بن إبراهيم بن كثير الأنصاري (٩)، عن طلحة.


(١) لم أقف له على ترجمة.
(٢) الخصب: نقيض الجدب، وهو كثرة العشب، ورفاغة العيش. انظر: لسان العرب (١/ ٣٥٥).
(٣) لا تناقض بين ما دلت عليه الآية: ﴿وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا﴾ [الشورى: ٥١] وقوله : (إنكم لن تروا ربكم حتى تموتوا) من نفى الرؤية في الدنيا، وبين تكليم الله سبحانه لعبد الله بن حرام والد جابر إذ كان تكليمه بعد الموت ولم يكن في الدنيا. ثم إنه ليس فيه التصريح بالرؤية. والحديث (يا جابر أما علمت أن الله كلم أباك .. ) فيه: أنه كلمه كفاحًا، يعني: من دون واسطة، وليس فيه أنه رآه. ومن العلماء من قال: إنه يلزم من هذا الرؤية، وإذا قيل بهذا فيكون هذا بعد الموت، لأنه لا يرى الله أحد في الدنيا. انظر: الصواعق المرسلة (٤/ ١٢٤٨) بتصرف، وشرح الاقتصاد في الاعتقاد للراجحي (٨/ ١٦).
(٤) طلحة بن خراش بن عبد الرحمن الأنصاري المدني، صدوق، من الرابعة. ت س ق. التقريب (رقم: ٣٠١٩).
(٥) أي مواجهة ليس بينهما حجاب ولا رسول. انظر: النهاية لابن الأثير (٤/ ١٨٥).
(٦) إثبات صفة الكلام لله ﷿، وأنَّه سبحانه يتكلم بما شاء متى شاء من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل. انظر: تذكرة المؤتسي شرح عقيدة الحافظ عبد الغني المقدسي (ص: ١٩٨) بتصرف.
(٧) رواه الترمذي في سننه برقم (٣٠١٠) بمعناه. وقال (٥/ ٨١): هذا حديث حسن غريب.
(٨) رواه ابن ماجه في سننه برقم (١٩٠) و (٢٨٠٠) بمعناه.
(٩) موسى بن إبراهيم بن كثير الأنصاري الحَرَامي المدني، صدوق، يخطئ، من الثامنة. ت س ق. التقريب (رقم: ٦٩٤٢).