للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الَّذِي لَا يَدْرِي النَّاسُ مَا فِي نَفْسِهِ" (١).

ثالثًا: التطاول في البنيان:

وهذه من العلامات البيّنة التي ذكرها النبي ﷺ ووضحها في حديث جبريل المشهور، كما ذكرهما في غيره من الأحاديث، وقد أورد المصنف ﵀ باب في التطاول في البنيان، وذكر فيه حديثين منها:

حديث أبي هريرة ﵁: "لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَتَطَاوَلَ النَّاسُ فِي الْبُنْيَانِ" (٢).

قال ابن أبي بكر بن غنام (٣): "والمراد أن أسافل الناس يصيرون رؤساءهم، وتكثر أموالهم حتى يتباهون بطول البنيان وزخرفته يعني إذا كثرت أموال أهل الحاجة والفاقة والفقر بسبب كونهم ملكوا الحضر. وقسروهم بالغلبة والقهر، فامتدت لهم الآمال، بعد اتساع الحال، وجمع أنواع المال، فصار همهم تشييد المباني وهدم أركان الدين بعدم العمل بآيات المثاني، فهذا التفريط والإضاعة هو من إمارات الساعة" (٤).

رابعًا: المباهاة بالمساجد وزخرفتها:

ذكر المصنف باب في المباهاة بالمساجد واتخاذها طرقًا، وأورد فيه جملة من الأحاديث والآثار منها:

حديث أنس ﵁: "لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَتَبَاهَى النَّاسُ بِالْمَسَاجِدِ" (٥).

وقول ابن عباس ﵁: "لَتُزَخْرِفنَّهَا كَمَا زَخْرَفَهَا الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى" (٦).

وهي من الزيادة فيه على المشروع، ووضع فيها ما لا يلزم وضعه.

خامسًا: رفع الأمانة والحياء والإيمان:

وهي من أمارات الساعة التي بوب لها المصنف بابًا، وذكر فيها جملة من الأحاديث منها: قول النبي ﷺ: "الْحَيَاءُ مِنَ الْإِيمَانِ، وَالْإِيمَانُ فِي الجنَّةِ، وَالْبَذَاءُ مِنَ الْجَفَاءِ، وَالْجَفَاءُ فِي


(١) يأتي في الحديث رقم (٥٣٦).
(٢) يأتي تخريجه في الحديث رقم (٦٣٢).
(٣) حسين بن غنّام النجدي الأحسائي. مات سنة: (١٢٢٥ هـ) مؤرخ، مالكي المذهب، شاعر فحل كان عالم الأحساء في عصره. من مصنفاته: (العقد الثمين .. ) و (روضة الأفكار والأفهام … ). انظر: الأعلام للزكلي (٢/ ٢٥١).
(٤) العقد الثمين في شرع أحاديث أصول الدين لحسين بن غنام النجدي (ص: ٥٩).
(٥) يأتي تخريجه في الحديث رقم (٦٣٣).
(٦) يأتي تخريجه في الحديث رقم (٦٤١).