للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والفواحش، وكان ينصب العداوة للشيخ ابن تيمية، ويناظره في كثير من المحافل والمجالس، وكان يعترف للشيخ تقي الدين بالعلوم الباهرة ويثني عليه، ولكنه كان يجاحف عن مذهبه وناحيته وهواه، وينافح عن طائفته، وقد كان شيخ الإسلام ابن تيمية يثني عليه، وعلى علومه، وفضائله، ويشهد له بالإسلام إذا قيل له عن أفعاله وأعماله القبيحة، وكان يقول: كان مخلطًا على نفسه، متبعًا مراد الشيطان منه، يميل إلى الشهوة والمحاضرة، ولم يكن كما يقول فيه بعض أصحابه ممن يحسده ويتكلم فيه، هذا أو ما هو في معناه، وقد درس بعدة مدارس بمصر والشام. . .ودار الحديث الأشرفية، وولي في وقت الخطابة أياما يسيرة كما تقدم، ثم قام الخلق عليه وأخرجوها من يده، ولم يرق منبرها" (١).

٧ - الإمام كمال الدين الزَّملكاني الشافعي المتوفي سنة ٧٢٧ هـ:

قال الذهبي: "محمد بن علي بن عبد الواحد، ابن خطيب زملكا، شيخنا قاضي القضاة عالم العصر كمال الدين أبو المعالي الأنصاري السِّمَاكِي الزَّمَلْكَانِيُّ، طلب بنفسه وقتا، وقرأ على الشيوخ، ونظر في الرجال والعلل شيئًا، وكان عذب القراءة سريعها، وكان من بقايا المجتهدين ومن أذكياء أهل زمانه، درس وأفتى وصنف وتخرج به الأصحاب، توفي سنة ٧٢٧ هـ" (٢).

وقال ابن كثير: "وفي يوم الخميس سادس عشر شعبان باشر الشيخ كمال الدين بن الزملكاني مشيخة دار الحديث الأشرفية، عوضًا عن ابن الوكيل، وأخذ في التفسير، والحديث، والفقه، فذكر من ذلك دروسًا حسنة، ثم لم يستمر بها سوى خمسة عشر يوما حتى انتزعها منه كمال الدين بن الشريشي، فباشرها يوم الأحد ثالث شهر رمضان" (٣).

[٨ - الإمام كمال الدين بن الشريشي المتوفي سنة ٧١٨ هـ]

قال ابن كثير: "الشيخ كمال الدين بن الشريشي أحمد بن الإمام العلامة جمال الدين أبي بكر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد اللَّه بن سحمان البكري الوائلي الشريشي، كان أبوه مالكيا كما تقدم، واشتغل هو في مذهب الشافعي، فبرع، وحصل علوما كثيرة، وكان خبيرا بالكتابة مع ذلك، وسمع الحديث، وكتب الطباق وقرأه بنفسه، وأفتى، ودرس، وناظر، وباشر عدة مدارس ومناصب كبار. . .ومشيخة دار الحديث الأشرفية ثمان سنين، وكان مشكور السيرة فيما تولاه من الجهات كلها، وقد عزم في هذه السنة على الحج، فخرج بأهله،


(١) انظر: البداية والنهاية لابن كثير (١٨/ ١٦٠ - ١٦٢).
(٢) انظر: المعجم المختص بالمحدثين للذهبي (ص ٢٤٦ - ٢٤٧).
(٣) انظر: البداية والنهاية لابن كثير (١٨/ ١٠٥).