للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

متروك.

١٤ - باب هل رأى النبي ربه أم لا (١) وقوله تعالى: ﴿ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى (٨) فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى (٩) فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى﴾ [النجم: ٨ - ١٠] (٢).

٣٢٩ - عن شريك بن عبد اللّه بن أبي نمر (٣)، قال: سمعت أنس بن مالك، يُحدثنا عن: "لَيْلَةَ أسْرِيَ بِرَسُول اللَّهِ مِنْ مَسْجِدِ الكَعْبَةِ، أَنَّهُ جَاءَهُ ثَلاثَةُ نَفَرٍ قَبْلَ أَنْ يُوحَى إِلَيْهِ وَهُوَ نَائِمٌ فِي المِسْجِدِ الحَرَامِ، فَقَالَ أَوَّلُهُمْ: أَهو (٤) هُوَ؟ .. وذكر الحديث بطوله. فِي الإِسْرَاءِ وَالْعُرُوج بِهِ، إِلَى الْسَّمَاءِ الْدُّنْيَا وَالْثَّانِيَة وَالثَّالِثَةِ وَالْرَابِعَةِ وَالخَامِسَة وَالْسَّادِسَةِ والْسَابِعَةِ، حَتَّى جَاءَ سِدْرَةَ المنْتَهَى، وَدَنَا الجَبَّارِ ، فَتَدَلَّى حَتَّى كَانَ مِنْهُ كَقَابَ قَوْسِيْنِ (٥) أَوْ أَدْنىَ، فَأَوْحَى إِلَيْهِ مَا شَاءَ فِيمَا أَوْحَى: خمسِينَ صَلاةً عَلَى أُمَّتِهِ كُلَّ يَومٍ وَلَيْلَةٍ، ثُمَّ هَبَطَ .. وذكرنا في الحديث، ثم قال: فَاهْبِطْ بِاسْمِ فَاسْتَيْقَظَ وَهُوَ فِي المِسْجِدِ الحَرَامِ". رواه البخاري (٦)، ومسلم (٧) أحال به على


(١) قد وقع النزاع فيها بين العلماء في رؤية اللّه في الدنيا حول نبيّنا محمّد ، هل رأى ربّه ليلة الإسراء أم لا؟ على رأيين فمنهم من أثبتها، ومنهم من نفاها. وكان الخلاف في ذلك قد وقع منذ عهد الصحابة رضوان اللّه عليهم وقد شددت عائشة النكير على من قال بأن الرسول رأى ربه بعيني رأسه. وقد اتفق المسلمون على أن النبي لم يرى ربه بعينيه في الأرض وأن اللّه لما ينزل له إلى الأرض. انظر: - مجموع الفتاوى (٣/ ٣٨٦ - ٣٨٧)، والبيهقي وموقفه من الإلهيات (ص: ٣٧٧). وقد فصّل الألباني وغيره في هذه المسألة وللاستزادة انظر: موسوعة الألباني في العقيدة (ص: ١٧٩).
(٢) اختلف السلف في تفسيرها فمنهم من أرجع الدنو والتدلي إلى اللّه كابن عباس ، ومنهم من أرجعه إلى جبريل كابن مسعود، وعائشة وأبو هريرة .
(٣) شريك النخعي، صدوق يخطئ كثيرًا، تغير حفظه منذ ولي القضاء بالكوفة، سبقت ترجمته في الحديث رقم (٢٨).
(٤) في البخاري (أَيُّهُمْ).
(٥) فيه أربعة أقاويل: أحدها: قيد قوسين، قاله قتادة والحسن. الثاني: أنه بحيث الوتر من القوس، قاله مجاهد. الثالث: من مقبضها إلى طرفها، قاله عبد الحارث. الرابع: قدر ذراعين، قاله السدي، فيكون القاب عبارة عن القدر، والقوس عبارة عن الذراع. انظر: تفسير الماوردي (٥/ ٣٩٣).
(٦) رواه البخاري في صحيحه، كتاب التوحيد، باب قوله: ﴿وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا﴾ [النساء:١٦٤]، صحيح البخاري (٩/ ١٤٩)، برقم (٧٥١٧).
(٧) رواه مسلم في صحيحه، كتاب الإيمان، باب الإسراء برسول اللّه إلى السماوات .. ، (١/ ١٤٥)، برقم (٢٦٢/ ١٦٢) بنحوه.