للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقد كان عبد الله بن عمرو - راوي هذه الأحاديث - ممن يحدِّث عن أهل الكتاب، فقد حصل على زاملتين من كتبهم يوم اليرموك.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية : (قال رسول الله : "بلغوا عنِّي ولو آية وحدِّثوا عن بني إسرائيل ولا حرج، ومن كذب عليَّ متعمدًا فليتبوأْ مقعده من النَّار". رواه البخاري عن عبد الله بن عمرو؛ ولهذا كان عبد الله بن عمرو قد أصاب يوم اليرموك زاملتين من كتب أهل الكتاب فكان يحدِّث منهما بما فهمه من هذا الحديث من الإذن في ذلك، ولكنَّ هذه الأحاديث الإسرائيلية تذكر للاستشهاد لا للاعتقاد فإنها على ثلاثة أقسام:

أحدها: ما علمنا صحَّته مما بأيدينا مما يَشْهد له بالصدق فذاك صحيحٌ.

والثاني: ما علمنا كَذِبَه بما عندنا مما يخالفه.

و الثالث: ما هو مسكوتٌ عنه لا من هذا القبيل ولا من هذا القبيل فلا نؤمن به ولا نكذبه وتجوز حكايته لما تقدم) ا. هـ. (١)

* القفا والخلف:

بوَّب ابن المحب باب قول النَّبي "لا تَزَالُ جَهنَّم تَقُولُ هل من مَزِيد، حتَّى يَضَع ربُّ العزَّة فيها رِجْلَه"، وقوله الله: ﴿أَلَهُمْ أَرْجُلٌ يَمْشُونَ بِهَا﴾ [سورة الأعراف: ١٩٥] وذكر القدم والقفا والخلف. ولم يذكر لصفة القفا والخلف أي حديث أو أثر. ولم أقف لأحدٍ من العلماء أنَّه ذكر هذه الصِّفة وأثبتها لله تعالى.

* الكَنَف:

صفةٌ خبريةٌ ثابتةٌ لله ﷿ بالحديث الصحيح.

ومعنى الكَنَف في اللغة: الجانب والنَّاحية، وَفِيهِ "يُدْنَى المؤمنُ مِنْ رَبِّهِ حَتَّى يَضع عَلَيْهِ كَنَفه" أَيْ يَسْترُه. وَقِيلَ: يَرْحَمه ويَلْطُف بِهِ. وَهَذَا تَمْثِيلٌ لجَعْله تَحْتَ ظِلّ رَحْمَتِهِ يومَ الْقِيَامَةِ (٢).


(١) ابن تيمية في "مجموع الفتاوى" (١٣/ ٣١٦).
(٢) بتصرف: ابن الأثير في "النهاية في غريب الحديث والأثر" (٤/ ٢٠٥).