للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بالمعز لدين اللَّه إلى مصر سنة ٣٦٢ هـ (١)، وأصبحت مصر دار حكمهم، واستقر بهم المقام فيها، وقد استمر حكمهم أكثر من قرنين من الزمان، وانتهى بالمتسمي بالعاضد لدين اللَّه عبد اللَّه بن يوسف (٢) عام ٥٦٧ هـ (٣)، حيث أسقط حكمهم صلاح الدين الأيوبي ورضي عنه، وكانوا أهل ضلال وإلحاد، باطنية قرامطة، انتسبوا زورًا إلى فاطمة وهي منهم براء.

قال أبو شامة: "يدَّعون الشرف ونسبتهم إلى مجوسي أو يهودي، حتى أشتهر لهم ذلك بين العوام فصاروا يقولون: الدولة الفاطمية والدولة العلوية، وإنما هي الدولة اليهودية أو المجوسية الباطنية الملحدة" (٤).

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: "وهم ملاحدة في الباطن، خارجون عن جميع الملل، أكفر من الغالية كالنصيرية، ومذهبهم مركب من مذهب المجوس والصابئة والفلاسفة، مع إظهار التشيع، وجدهم رجل يهودي كان ربيبة لرجل مجوسي، وقد كانت لهم دولة وأتباع" (٥).

- الدولة السامانية:

ومؤسسها هو السلطان إسماعيل بن أحمد الساماني في سنة تسع وسبعين ومائتين (٦)، ولم يُر مثله في ضبطه وسياسته فإنه نزل في هذه النواحي وكان نزوله في أيام الحصاد في دخل رجل من أصحابه بيدرا ولا كرما ولا أخذ قفين شعير إلا بالثمن ومع ذلك استحل من أرباب الضياع وأجازهم بال وانصرف إلى خراسان


(١) انظر: تاريخ دمشق لابن القلانسي (١/ ٢٧).
(٢) عبد اللَّه العاضد لدين اللَّه، أبو محمد بن يوسف العبيدي المصري الرافضي الذي يزعم هو وبيته أنهم فاطميون وهو آخر خلفاء مصر، كان رافضيا سبابا خبيثا، إذا رأى سنيا استحل دمه، وأزال اللَّه تلك الدولة المخذولة. وكانوا أربعة عشر متخلفا لا مستخلفا، توفي العاضد سنة ٥٦٧ هـ. انظر: التاريخ للذهبي (١٢/ ٣٩٧).
(٣) انظر: السير للذهبي (١٥/ ٢٠٧).
(٤) انظر: الروضتين في أخبار الدولتين لأبي شامة (٢/ ٢١٦).
(٥) انظر: منهاج السنة النبوية لابن تيمية (٨/ ٢٥٨).
(٦) انظر: وفيات الأعيان لابن خلكان (٦/ ٤٢٤).