للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المبحث الخامس: صفة القعود (١)

اختلف المنتسبون إلى أهل السُّنَّة والجماعة في إثبات صفة الجلوس أو القعود لله ﷿ على قولين:

- القول الأول: إثبات صفة القعود لله تعالى.

- القول الثاني: عدم إثبات صفة القعود لله تعالى (٢).

[القول الأول: إثبات صفة القعود لله تعالى.]

وهو قول أكثر أهل السُّنَّة (٣).

أدلة هذا القول:

- أولاً: القرآن الكريم:

- الدليل الأول: قال تعالى: ﴿وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا﴾ [سورة الإسراء آية: ٧٩].

وجه الدلالة من الآية: قال مجاهد: يجلسه معه على العرش (٤).

- ثانياً: السُّنَّة النَّبويَّة:

- الدَّليل الأوَّل: أَتَتِ امْرَأَةٌ إِلَى النَّبِيِّ فَقَالَتِ: ادْعُ اللَّهَ أَنْ يُدْخِلَنِي الْجَنَّةَ، فَعَظَّمَ الرَّبَّ ﷿ وَقَالَ: «إِنَّ كُرْسِيَّهُ وَسِعَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ، وَإِنَّهُ يَقْعُدُ عَلَيْهِ، فَمَا يَفْضُلُ مِنْهُ قِيدُ أَرْبَعِ أَصَابِعَ، مَدَّ أَصَابِعَهُ الْأَرْبَعَ، وَإِنَّ لَهُ أَطِيطًا كَأَطِيطِ الرَّحْلِ الْجَدِيدِ إِذَا رُكِبَ مِنْ ثِقَلِهِ» (٥).


(١) بوب المصنف لصفة القعود، وأخرج أحاديث فيه، انظر الحديث [٨١٢] وما بعده.
(٢) إثبات الحد لله تعالى، محمود ابن أبي القاسم الدشتي، قسم الدراسة (ص ٦٤، ١٥٤، ١٥٥).
(٣) مجموع الفتاوى (١٦/ ٤٣٥). وانظر: إثبات الحد لله (ص ١٥٠) العرش للذهبي (٢/ ١٥٦).
(٤) أخرجه الطبري في جامع البيان عن تأويل آي القرآن (١٥/ ٤٧). من طريق مُحَمَّدِ بْنِ فُضَيْلٍ، عَنْ لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَوْلَهُ. وهذا إسناد مقطوع ضعيف؛ لضعف ليث، قال عنه ابن حجر: صدوق اختلط جدا ولم يتميز حديثه فترك. التقريب (٥٦٨٥). والخبر ضعفه الألباني في ظلال الجنة (٦٩٥).
(٥) أخرجه أبو الشيخ في العظمة (٢/ ٦٥٠)، وابن بطة في الإبان الكبرى (٧/ ١٧٨). صححه ابن القيم، انظر: تهذيب سنن أبي داود وإيضاح علله ومشكلاته، لابن القيم (١٣/ ١٣). وقال الألباني: منكر. الضعيفة (٨٦٦).