الإقدام على نقد عمل لأحد من العلماء ليس بالأمر الهين، لا سيما إن كان الناقد طويلب علم لم يبلغ عشر معشار ما بلغ أولئك من العلم والعمل، لكن الذي يخفف من صعوبة هذا الأمر وهيبته التسليم بأن الطبيعة البشرية قد حكم عليها بالنقص والزلل والنسيان.
ويأبى الله إلا أن يكون الكمال المطلق له وحده ولكتابه العزيز.
ثم إن الكلام ببعض الملحوظات لا يعني التقليل من شان العالم، ولكنها نصيحة تقدمها الباحثة لإخوانها المطلعين على الكتاب.
كما أن الملحوظات التي تقال عرضة للخطأ أيضا كما قال الحافظ ابن حجر بعد كلامه على كتاب (ذيل الكاشف): (وقد تعقبت جميع ذللث مبينا محررا مع أنى لا أدعى العصمة من الخطأ والسهو، بل أوضحت ما ظهر لي. فليوضح من يقف على كلامي ما ظهر له فما القصد إلا بيان الصواب طلبا للثواب)(١).
ومن أهم هذه الملحوظات ما يلي:
١ - أن المصنف ﵀ جمع الأحاديث والآثار من غير تمييز لها، فيذكر الصحاح ومعها الضعيف والموضوع.
ولو أنه اقتصر على ما إسناده لكان أولى من هذا الجمع دون تمحيص، خاصة وأن المصنف ﵀ من المحدثين.
وقد يعذر له بأنه ساق الأحاديث بأسانيدها واعتقد أنه بذلك برئت ذمته، إضافة إلى أن النسخة التي عثر عليها مسودة.
٢ - كثيرا ما يعزو المصنف ﵀ الأحاديث والآثار لكتب وأجزاء حديثية غير مشهورة، مع وجودها في الكتب المشهورة.
٣ - خطؤه في كتابة بعض الآيات مثلا: في اللوح: [٤٦٧/ ب] كتب المصنف: (ولتسألن يوم القيامة عما كنتم تعملون).