للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وتسعين، قال الذهبي: كان فقيهًا إمامًا محدثًا، أفتى نيفًا وخمسين سنة، وتوفي ليلة الاثنين حادي عشر ذي القعدة سنة خمس عشرة وسبعمائة" (١).

وقال ابن كثير: "القاضي المسند المعمر الرحلة، تقي الدين سليمان بن حمزة بن أحمد بن عمر بن الشيخ أبي عمر المقدسي الحنبلي، الحاكم بدمشق، ولد في نصف رجب سنة ثمان وعشرين وستمائة، وسمع الحديث الكثير، وقرأ بنفسه وتفقه وبرع، وولي الحكم، وحدث، وكان من خيار الناس، وأحسنهم خلقا، وأكثرهم مروءة، توفي فجأة عقيب صلاة المغرب ليلة الاثنين حادي عشرين ذي القعدة، ودفن من الغد بتربة جده، وحضر جنازته خلق كثير وجم غفير، " (٢).

[٥ - شهاب الدين العابر أحمد بن عبد الرحمن المقدسي النابلسي المتوفى سنة ٦٩٧ هـ.]

قال الذهبي: "أحمد بن عبد الرحمن بن عبد المنعم بن نعمة بن سلطان بن سرور، الشيخ الإمام الكبير شهاب الدين المقدسي، النابلسي، الحنبلي، مفسر المنامات، ولد بنابلس في ثالث عشر شعبان سنة ثمان وعشرين وستمائة، وروى الكثير بدمشق والقاهرة، وكان إليه المنتهى في تعبير الأحلام، قد اشتهر عنه في ذلك عجائب وغرائب، ويخبر صاحب المنام بمغيبات لا يقتضيها المنام أصلا، وبعض الناس يعتقدون فيه الكشف والكرامات، وبعضهم يقول: ذلك مستنبط من المنامات، وبعضهم يقول: ذلك كهانات أو إلهامات، ولكل منهم في دعواه شُبه وعلامات، حدثني الشيخ تقي الدين ابن تيمية أن الشهاب العابر كان له رئي من الجن يخبره المغيبات، والرجل فكان صاحب أوراد وصلوات، وما برح على ذلك حتى مات، وله الباع الطويل في التعبير، صنف في ذلك مقدمة سماها "البدر المنير" قرأها عليه علم الدين البرزالي، وسمعنا منه أجزاء، وكان عارفًا بالمذهب، وكان شيخًا حسن البشر، وافر الحرمة، معظما في النفوس" (٣).

وقال ابن رجب: "الشيخ الإمام الزاهد العالم شهاب الدين بن الشيخ جمال الدين، كان علامة في تعبير الرؤيا وحكى الناس عنه فيها الغرائب قال الشيخ تقي الدين ابن تيمية وقد ذكر مرة الرجل: إذا فتح عليه في علم قال فيه ما أراد، مات في ذي القعدة سنة سبع وتسعين وستمائة" (٤).


(١) انظر: ذيل طبقات الحنابلة لابن رجب الحنبلي (٤/ ٣٨٩ - ٤٠٣).
(٢) انظر: البداية والنهاية لابن كثير (١٨/ ١٤٨).
(٣) انظر: تاريخ الإسلام للذهبي (١٥/ ٨٥٠ - ٨٥١).
(٤) انظر: ذيل طبقات الحنابلة لابن رجب الحنبلي (٤/ ١٢٦ - ١٢٧).