للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[عقيدته.]

الإمام ابن المحب الصامت، تلمذ على ابن تيمية والذهبي المزي وغيرهم من علماء عصره، ومن خلال دراستي لعقيدته في باب أشراط الساعة والجنة ونعيمها، أجده موافقاً لعقيدة أهل السنة والجماعة ويظهر ذلك جلياً في صفحات هذا الكتاب.

كما ظهر اهتمام الإمام ابن المحب الصامت بشيخه ابن تيمية - رحمهما الله - من خلال الرواية عنه، والاستشهاد بأقواله وتفسيراته في عدة مواضع في الكتاب.

ففي اللوح [٣٦٨/ ب] استشهد ابن المحب بكلام شيخ الإسلام في تاريخ نار الحجاز.

وفي اللوح [٣٨٨/ أ] اعتمد على تفسير شيخ الإسلام لمعنى الجبت والطاغوت

وفي اللوح [٢٤٢/ أ] استشهد بكلام ابن تيمية في حال الميت في قبره.

وفي اللوح [٣٨٥/ أ] روى ابن المحب عن شيخه ابن تيمية.

وغيرها من المواضع.

[نشأته وأسرته.]

لقد نشأ ابن المحب في بيئة علميَّة لها عناية بالحديث وروايته، فجده الشيخ الرحال محب الدين: عبد الله بن أحمد بن أبي بكر محمد بن إبراهيم بن عبد الرحمن. روى عن كثير من العلماء، وعني بالحديت أتم عناية، كتب العالي والنازل، وحصل الأصول. وبقي في الرحلة مدة سنين، ثم قد دمشق وتأهل، وجاءه ابنان، فقرأ لهما الكثير حضورًا وسماعًا. توفي في الثاني والعشرين من جمادى الآخرة سنة ثمان وخمسين وستمائة، وله من العمر أربعون سنة (١).

ووالده هو الشيخ المحدث محب الدين: عبد الله بن أحمد بن المحب عبد الله بن أحمد بن أبي بكر المقدسي.

ولد في المحرم سنة أربعة وثمانين وست مائة. وأسمعه والده على المحدثين فأكثر وجمع فأوعى، وكان فصيحًا سريع القراءة بليغًا مليح التلاوة ذا خير وصدق وسمت وتقوى، توفي في


=النهاية في طبقات القراء (٢/ ١٧٥).
(١) تاريخ الإسلام (١٤/ ٨٨١).