للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لقد ظهرت دول كثيرة واستقلت عن الخلافة العباسية وإن كان بعضها يتبع لها اسميًا فقط، وقد مرَّ بنا سابقًا ذكرُ عدد من تلك الدول كالبويهيين الرافضة والسلاجقة السنية، ونذكر هنا -على سبيل المثال لا الحصر- بعضًا آخر من تلك الدول التي استقلت عن الخلافة العباسية:

- الدولة الطولونية:

ومؤسسها بمصر أحمد بن طولون التركي (١) كان مملوكًا تركيًّا، وقد استمرت من سنة ٢٥٤ هـ حتى سنة ٢٩٢ هـ (٢).

- الدولة العبيدية:

دولة باطنية أسسها عبيد اللَّه بن محمد المهدي (٣)، أُسست في سجلماسة (٤) في بلاد المغرب العربي سنة ٢٩٧ هـ، وقد أسقطت كثيرًا من الدول القائمة ببلاد المغرب (٥)، سموا أنفسهم بالفاطميين نسبة إلى فاطمة ، ودخل قائدهم ومقدم جيوشهم جوهر الصقلي (٦) مصر سنة ٣٥٨ هـ (٧)، ثم انتقل حاكمهم المتسمي


(١) أمير الديار المصرية والشامية أبو العباس أحمد بن طولون، كان له أربعة عشر ألف مملوك، وكان كريمًا شجاعًا مهيبًا حازمًا لبيبًا، كان طائش السيف. فأحصي من قتله صرًا، أو مات في سجنه. فكانوا ثمانية عشر ألفًا، وكان يحفظ القرآن، وأوتي حسن الصوت به. وكان كثير التلاوة. وكان أبوه أحمد من مماليك المأمون مات سنة ٢٤٠ هـ، وملك أحمد الديار المصرية ست عشر سنة، توفي سنة ٢٧٠ هـ. انظر: العبر للذهبي (١/ ٣٨٩).
(٢) انظر: المنتظم لابن الجوزي (١٢/ ٢٣١) والكامل لابن الأثير (٦/ ٥٤٣).
(٣) أول من قام من الخلفاء الخوارج العبيدية الباطنية الذين قلبوا الإسلام، وأعلنوا بالرفض، وأبطنوا مذهب الإسماعيلية (٢)، وبثوا الدعاة، يستغوون الجبلية والجهلة. وادعى هذا المدبر، أنه فاطمي من ذرية جعفر الصادق. انظر: السير للذهبي (١٥/ ١٤٨).
(٤) مدينة في جنوبي المغرب في طرف بلاد السودان، بينها وبين فاس عشرة أيّام تلقاء الجنوب، وهي في منقطع جبل درن، وهي في وسط رمال كرمال زرود ويتصل بها من شماليها جدد من الأرض. انظر: معجم البلدان لياقوت (٣/ ١٩٢).
(٥) انظر: اتعاظ الحنفاء بأخبار الأئمة الفاطميين الخلفاء للمقريزي (١/ ٦٦).
(٦) جوهر أبو الحسن الرومي المُعزي قدم من جهة مولاه المعز في جيش عظيم في سنة ثمان وخمسين وثلاث مائة، فاستولى على إقليم مصر وأكثر الشام، واختط القاهرة، وبنى بها دار الملك، وكان عالي الهمة نافذ الأمر، وتهيأ له أخذ البلاد بمكاتبة من أمراء مصر، قلت عليهم الأموال، وكان جوهر هذا حسن السيرة في الرعايا عاقلا أدبيا شجاعا مهيبا، لكنه على نحلة بني عبيد التي ظاهرها الرفض، وباطنها الانحلال، وعموم جيوشهم بربر وأهل زعارة وشر لا سيما من تزندق منهم، فكانوا في معنى الكفرة، فيا ما ذاق المسلمون منهم من القتل والنهب وسبي الحريم ولا سيما في أوائل دولتهم، مات سنة ٣٨١ هـ. انظر: السير للذهبي (١٦/ ٤٦٨).
(٧) انظر: اتعاظ الحنفاء بأخبار الأئمة الفاطميين الخلفاء للمقريزي (١/ ١١٤).