للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[المسألة الثانية]

[قال المصنف: (باب في البرزخ ونعيمه وعذابه)]

أورد المصنف في هذا الباب النصوص الدَّالة على عذاب القبر ونعيمه، ويجب الإيمان بما في البرزخ من نعيم وعذاب دلت عليه النصوص، دون البحث عن أحوالها وكيفيتها الغائبة عنا، لأن الحياة البرزخية من أمور الغيب التي لا يستطيع الإنسان معرفة كيفيتها. قال ابن أبي العِزّ في شرحه للطحاوية: (وقد تواترت الأخبار عن رسول الله في ثبوت عذاب القبر ونعيمه لمن كان لذلك أهلا، وسؤال الملكين، فيجب اعتقاد ثبوت ذللث والإيمان به، ولا نتكلم في كيفيته، إذ ليس للعقل وقوف على كيفيته، لكونه لا عهد له به في هذه الدار، والشرع لا يأتي بما تحيله العقول، ولكنه قد يأتي بما تحار فيه العقول. فإن عود الروح إلى الجسد ليس على الوجه المعهود في الدنيا، بل تعاد الروح إليه إعادة غير الإعادة المألوفة في الدنيا.) (١)

ومما أورده الشيخ حديث أنس، أن النبي قال: "لولا أن لا تَدافنُوا لدعوتُ الله أن يُسمعكم عذاب القبر".

رواه مسلم (٢).


(١) (شرح الطحوية ٢/ ٥٧٨).
(٢) رواه مسلم برقم: (٢٨٦٨).