للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

٢ - حديث عامر بن سعد، عن أبيه: أن سعد بن معاذ، حكم على بني قريظة أن يقتل منهم من جرت عليه الموسى وأن يقسم أموالهم وذراريهم، فذكر ذلك للنبي ﷺ فقال: "لقد حكم فيهم بحكم اللَّه الذي حكم به من فوق سبع سماوات" (١).

٣ - حديث أنس بن مالك ﵁ قال: "كَانَت زَيْنَب تَفْخَر على أَزوَاج رَسُول اللَّه ﷺ وَتقول إِن اللَّه زَوجني من السَّمَاء" وَفِي لفظ: "زوجكن أهاليكن وزوجني اللَّه من فَوق سبع سموات". أخرجه البُخَارِيّ وغيره (٢).

٤ - حديث أبي هريرة ﵁ قال: قال رسول اللَّه ﷺ: "لما قضى اللَّه الخلق كتب في كتابه فهو عنده فوق العرش إن رحمتي غلبت غضبي". متفق عليه (٣).

والآيات الكريمة والأحاديث النبوية دلت على علو اللَّه تعالى على خلقه علوا ذاتيًا وفوقية حقيقة من أكثر من ثمانية عشر وجهًا، ذكرها الإمام ابن القيم وقال: "ولا يتم إنكار الفوقية إلا بإنكار الرؤية، وهذا طرد الجهمية أصلهم وصرحوا بذلك، وركبوا النفيين معا، وصدق أهل السنة بالأمرين معا، وأقروا بها، وصار من أثبت الرؤية ونفي علو الرب على خلقه واستواءه على عرشه مذبذبا بين ذلك، لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء، فهذه أنواع من الأدلة السمعية المحكمة إذا بسطت أفرادها كانت ألف دليل على علو الرب على خلقه واستوائه على عرشه" (٤).

دلالة الإجماع على إثبات صفة الفوقية والعلو للَّه تعالى:

أجمع جميع عقلاء بني آدم على أن اللَّه تعالى عال على خلقه فوق عرشه كما يليق بجلاله وعظمته، وذلك هو الذي كان عليه سلف الأمة وأئمتها، ونقل إجماعهم كثير من أئمة الإسلام، قال الإمام الأوزاعي: "كنا والتابعون متوافرون نقول: إن اللَّه تَعَالَى ذِكْرُهُ فوق عرشه، ونؤمن بها وردت به السنة من صفاته جل وعلا" (٥).


(١) أخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار (رقم ٥١٣١) والدورقي في مسند سعد (رقم ٢٠) والبزار في مسنده (رقم ١٠٩١) والبيهقي في الكبرى (رقم ١٨٠١٨) وابن سعد في الطبقات (٣/ ٤٢٦) وصححه الألباني في السلسة الصحيحة (رقم ٢٧٤٥).
(٢) أخرجه البخاري (رقم ٧٤٢٠ و ٧٤٢٠) والترمذي (رقم ٣٢١٣) وأبو نعيم في الخلية (٢/ ٥٢) وابن سعد في الطبقات (٨/ ١٠٣ و ١٠٦).
(٣) أخرجه البخاري (رقم ٣١٩٤) ومسلم (رقم ٢٧٥١) وغيرهما.
(٤) انظر: إعلام الموقعين عن رب العالمين لابن القيم (٢/ ٢١٥ - ٢١٧) ونونية ابن القيم (ص ٤٤٣ - ٤٤٨).
(٥) انظر: الأسماء والصفات للبيهقي (٢/ ٣٠٤).