للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المطلب الثَّالث: مسائل متفرقة:

* مسألة الأطيط:

معنى الَأطِيطُ: نَقِيضُ صَوْتِ المَحامِل والرِّحال. إِذا ثَقُلَ عَلَيهَا الرُّكبان، وأَطَّ الرَّحْلُ والنِّسْعُ يَئِطُّ أَطًّا وأَطِيطًا: صَوَّتَ، وَكَذَلِكَ كلُّ شَيْءٍ أَشبه صَوْتَ الرَحْلِ الْجَدِيدِ (١).

قال الذَّهبي في "العلو": "الأطيط الواقع بذات العرش من جنس الأطيط الحاصل في الرَّحل فذاك صفة للرحل وللعرش ومعاذ الله أن نعده صفة لله ﷿ ثم لفظ الأطيط لم يأت به نص ثابت" (٢).

وقال أيضًا: "وليس للأطيط مدخل في الصِّفات أبدًا، بل هو كاهتزاز العرش لموت سعد، وكتفطر السماء يوم القيامة ونحو ذلك". ا. هـ (٣).

* مسألة وجود الجنَّة والنَّار:

من الأدلة على خلقهما ووجودهما أنَّ الله تعالى قال: ﴿وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (١٣٣)[آل عمران: ١٣٣] وقوله تعالى عن النار: ﴿وَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ (١٣١)[آل عمران: ١٣١].

قال الطَّحاوي في "عقيدته": "والجنَّة والنَّار مخلوقتان، لا تفْنَيان أبدًا ولا تَبيدان، فإنَّ الله تعالى خلق الجنَّة والنَّار قبل الخلق، وخلق لهما أهلًا، فمن شاء منهم إلى الجنَّة فضلًا منه، ومن شاء منهم إلى النَّار عدلًا منه، وكل يعمل لما قد فُرغ له، وصائر إلى ما خُلِق له، والخير والشر مُقدَّران على العباد" (٤).

قال ابن أبي العز الحنفي: "اتفق أهل السُّنَّة على أنَّ الجنَّة والنَّار مخلوقتان موجودتان الآن، ولم يزل على ذلك أهل السُّنَّة، حتى نبغت نابغة من المعتزلة والقدرية، فأنكرت ذلك، وقالت: بل ينشئهما الله يوم


(١) ابن منظور في "لسان العرب" (٧/ ٢٥٦).
(٢) الذهبي في "العلو" (ص ٤٥).
(٣) الذهبي في "العلو" (ص ١٠٧).
(٤) الطحاوي في "العقيدة الطحاوية" (ص ٦١٤).