للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

٧٦٢) وقتل بعدها. وتولّى الأمر بعدئذ المنصور محمد بن السلطان المظفر أمير حاج وخلع بعد عامين من حكمه (٧٦٢ - ٧٦٤). وجاء بعده ابن عمه الأشرف شعبان فحكم أربع عشر عامًا (٧٦٤ - ٧٧٨) وقتل بعدها. وخلفه ابنه المنصور علي لمدة خمس سنوات توفي بعدها (٧٧٨ - ٧٨٣)، وخلفه أخوه الصالح حاجي فلم يمض عليه سوى سنة حتى خلع وتسلطن الأمير برقوق من المماليك الجراكسة. غير أنه أعيد الصالح حاجي بعد سبع سنوات (٧٨٤ - ٧٩١) وحكم مدة سنة واحدة (٧٩١ - ٧٩٢). ثم أخرج السلطان برقوق من سجنه وأعيد إلى سلطانه.

ونلاحظ أن أكثرهم يتولى الأمر وهو صغير فبالتالي يكون ألعوبة في أيدي كبار الأمراء، وهذا يدل على مدى ضعف هؤلاء السلاطين بإستثناء اثنين منهم. وانتهى بذلك أمر المماليك البحرية بشكل دائم وجاء عهد المماليك الجراكسة أو البرجية (١).

[الطور الثاني: المماليك البرجية أو الجراكسية (٧٨٤ هـ - ٩٢٢ هـ).]

سبب تسميتها بذلك هو: أن الملك المنصور سيف الدين قلاوون أراد أن يكَوِّن فرقة يعتمد عليها ضد منافسيه، وتكون سندًا له ولأولاده من بعده، فاشترى أعدادًا من المماليك، وبلغ عددهم سبعة آلاف. وكان قد أفرد من مماليكه ثلاث آلاف وسبعمائة من الآص والجركش، وعنى بتربيتهم، وأطلق عليهم الجراكسة نسبة إلى الأصول التي ينتمون إليها، والبرجية نسبة إلى أبراج القلعة التي وضعوا فيها (٢).

ظل عصر المماليك الجراكسة أكثر من مائة وأربعة وثلاثين سنة تعاقب على عرش السلطنة ثلاثة وعشرون سلطان منهم تسعة حكموا مائة وثلاثة سنوات ارتبط بهم تاريخ دولة المماليك الجراكسة وهم الظاهر بَرْقوق، وفرج بن برقوق، والمؤيد شيخ، وبَرْسباي، وجَقْمق، وأينال، وخُشْقَدَم، وقَايْتباى، وقانصوه الغوري، بينما حكم أربعة عشر سلطانا لمدة تسع سنوات فقط (٣). وقد كان يسود السلطة النظام القهري فتكون للأقوى ولمن غلب.

قاست البلاد في عهدهم الكثير بسبب المنازعات المستمرة بين طوائفهم، وما كان ينتج


(١) انظر: التاريخ الإسلامي (٧/ ٣٧ - ٣٩).
(٢) انظر: السلوك لمعرفة دول الملوك للمقريزي (٢/ ٢١٧، ٢١٨)، ومصر والشام في عصر الأيوبيين والمماليك (ص: ٢٢٣).
(٣) انظر: مصر والشام في عصر الأيوبيين والمماليك (ص: ٢٢٩، ٢٣٠).