للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فلا يجوز عليه أن لا يعلم سبب ما تعجب منه؛ بل يتعجب لخروجة عن نظائره تعظيما له. والله تعالى يعظم ما هو عظيم؛ إما لعظمة سببة أو لعظمته. فإنه وصف بعض الخير بأنه عظيم. ووصف بعض الشرِّ. بأنّه عظيم فقال تعالى: ﴿رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (١٢٩)﴾ وقال: ﴿إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ (١٣)[سورة لقمان:١٣] ولهذا قال تعالى: ﴿بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ (١٢)[الصافات: ١٢] على قراءة الضم فهنا هو عجب من كفرهم مع وضوح الأدلة (١).

* صفة الغَضَب:

صفةٌ فعليةٌ خبريَّةٌ ثابتةٌ لله ﷿ بالكتاب والسُّنَّة.

وقد أطال ابن المحب في الاستشهاد لهذه الصِّفة من الكتاب والسُّنَّة. وبوَّب لها بابًا فقال: (باب إثبات الغضب لله).

ومن هذه الأدلة: قول الله تعالى: ﴿لَا تَتَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ قَدْ يَئِسُوا مِنَ الْآخِرَةِ﴾ [سورة الممتحنة:١٣]، ﴿كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَلَا تَطْغَوْا فِيهِ فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي وَمَنْ يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوَى (٨١)[سورة طه: ٨١]، ﴿غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ (٧)[سورة الفاتحة: ٧]، ﴿وَالْخَامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ اللَّهِ عَلَيْهَا (٩)[سورة النور: ٩]

ومن السُّنَّة قوله عائشة قالت: "مَنْ أَرْضَى اللهَ بِسَخَطِ النَّاسِ كَفَاهُ اللهُ النَّاسَ، وَمَن أسَخَطِ اللهِ بِرْضَا النَّاسَ وَكَّلَهُ اللهُ إِلَى النَّاس" (٢).

وقوله : "اشْتَدَّ غَضَبُ اللهِ عَلَى قَوْمٍ فَعَلوا بِرَسُولِ اللهِ وَهُوَ حِينَئِذٍ يُشِيرُ إِلَى رَبَاعِيَتِه" (٣)، وَ "اشْتَدَّ غَضَبُ اللهِ عَلَى رَجُلٍ يَقْتُلُهُ رَسُولُ اللهِ فِي سَبِيلِ اللهِ" (٤).

* الكلام والصَّوت والحرف:

صفة الكلام: صفةٌ من صفاتِ الله ﷿ الاختيارية الثَّابتة له بالكتاب والسُّنَّة.


(١) ابن تيمية في "مجموع الفتاوى" (٦/ ١٢٣).
(٢) سيأتي تخريجه في قسم التحقيق رقم (١٥٧).
(٣) سيأتي تخريجه في قسمم التحقيق رقم (١٥٩).
(٤) سيأتي تخريجه في قسم التحقيق رقم (١٦٠).