للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

٣ - عن أبي موسى عبد اللَّه بن قيس الأشعري : أن رسول اللَّه قال: "جنتان من فضة، آنيتهما وما فيهما، وجنتان من ذهب، آنيتهما وما فيهما، وما بين القوم وبين أن ينظروا إلى ربهم إلا رداء الكبر، على وجهه في جنة عدن" (١).

٤ - عن أبي سعيد الخدري قال: قلنا يا رسول اللَّه: هل نرى ربنا ﷿؟ قال: "هل تضارون في رؤية الشمس في الظهيرة في غير سحاب؟ " قال: قلنا: لا، قال: "هل تضارون في رؤية القمر ليلة البدر في غير سحاب؟ " قال: قلنا: لا، قال: "فإنكم لا تضارون في رؤيته لك يوم القيامة إلا كما لا تضارون في رؤيتهما" (٢).

[دليل الإجماع]

أجمع سلف الأمة وأئمتها من الصحابة ، ومن بعدهم على إثبات رؤية اللَّه تعالى في الآخرة، رؤية حقيقة بالأبصار عيانًا، كما ورد في الكتاب والسنة.

وحكى الإجماع على ذلك غير واحد من الأئمة رحمه اللَّه تعالى.

قال الإمام ابن جرير الطبري: "رؤية المؤمنين ربهم لك يوم القيامة، وهو ديننا الذي ندين اللَّه به، وأدركنا عليه أهل السنة والجماعة، فهو: أن أهل الجنة يرونه على ما صحت به الأخبار عن رسول اللَّه " (٣).

وقال الإمام أبو الحسن الأشعري: "وأجمعوا على أن المؤمنين يرون اللَّه ﷿ من يوم القيامة بأعين وجوههم على ما أخبر به تعالى في قوله تعالى: ﴿وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (٢٢) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ (٢٣)[القيامة] وقد بين معنى ذلك النبي ودفع كل إشكال فيه بقوله للمؤمنين: "ترون ربكم عيانًا" (٤).

وقال الإمام ابن أبي زمنين المالكي: "قول أهل السنة: إن المؤمنين يرون ربهم في الآخرة وأنه يحتجب عن الكفار والمشركين فلا يرونه" (٥).


(١) أخرجه البخاري (رقم ٤٨٧٨) ومسلم (رقم ١٨٠) وغيرهما.
(٢) أخرجه البخاري (رقم ٧٤٣٩) والإمام أحمد في مسنده (رقم ١١١٢٠) وابن ماجه (رقم ١٧٩) وابن حبان (رقم ٧٣٧٧) وابن أبي عاصم في كتاب السنة (رقم ٤٥٢) وابن منده في كتاب الإيمان (رقم ٨١٧) والدارقطني في كتاب رؤية اللَّه (رقم ١٠) وابن النحاس في كتاب رؤية اللَّه (رقم ٥).
(٣) انظر: صريح السنة للطبري (ص ٢٠).
(٤) انظر: رسالة إلى أهل الثغر للأشعري (ص ١٣٤).
(٥) انظر: أصول السنة لابن أبي زمنين (ص ١٢٠).