المماليك: كان لهم خصائص مختلفة عمن حولهم بسبب اختلاف أصلهم، ونشأتهم، وطريقة تربيتهم، وأسلوبهم الخاص في الحياة وعدم اختلاطهم بمن حولهم.
وترجع أصولهم إلى بلدان عدة وثقافات مختلفة، ثم ينتسبون غالبًا إلى ساداتهم الذين اشتروهم من التجار.
ولقد اعتنى السلاطين بمماليكهم عناية بالغة فكان السلطان إذا اشترى عددًا من المماليك فإنه يرسلهم إلى الأطباء ليفحصوهم ويتأكدوا من سلامتهم، ثم ينزلهم في طبقة من جنسه ويرسل إليهم من يعلمهم القرآن وأحكام الدين، فإذا كبر المملوك وأدرك سن البلوغ بدأ بتعليمه فنون الحرب وكوب الخيل والرماية، ثم إذا انتهى من هذه المرحلة التعليمة ينتقل إلى الخدمة ويمر بأدوارها حتى يصير من الأمراء.
واهتم السلاطين اهتمامًا بالغًا بتربية مماليكهم، فعينوا لهم مؤدبين من أكابر الأمراء، وقام هؤلاء الأمراء بفحص أحوال المماليك ومراقبة حركاتهم وسكناتهم وعقاب الخارج عن آداب الدين والدنيا.
ومع فرض هذه الرقابة الصارمة إلا إن السلاطين لم يضنوا على المماليك بالأرزاق والأموال، بل كانوا يتعاملون معهم بأبوة ورعاية تامة، حتى أنهم خصوهم بالأطعمة المختلفة من لحم وحلوى، كما عينوا لهم الملبوسات الفاخرة، والأموال الوافرة.
والمعروف أن الأمراء ومماليكهم لم يحاولوا الزواج من أهل البلاد من المصريين، بلى اختاروا زوجاتهم من بنات جنسهم، وأدى هذا إلى وجود عزلة بين المماليك وغيرهم وأشعرتهم هذه العزلة بأنهم أغراب عن أهل البلاد.