للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[جزء آخر من الكتاب]

• باب القرن الثالث وما بعده

أورد المصنف الآثار التي تدل على فضل الصحابة والقرون الثلاثة الأولى، وفي نهاية القرن الثالث انتهى عصر أتباع التابعين، وانتشرت البدع انتشارًا كبيرًا وكان لأصحابها قوة وسلطان، فظهرت فتنة خلق القرآن وغيرها من البدع، ولم يزل الأمر إلى زوال حتى الآن. ثم ذكر المصنف أيضًا عددًا من الآثار التي تتحدث عن ما يحدث آخر الزمان.

وأورد فيه حديث عمران بن حصين يقول: قال رسول الله ﷺ: "خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم يجيء قوم يسمنون يحبون السِّمَن، يعطون الشهادة قبل أن يُسألوها".


=اللَّهِ وَالْإِيمَانِ بِأَمْرِهِ وَنَهْيِهِ وَوَعْدِهِ وَوَعِيدِهِ، وَظنُّوا أَنَّ ذَلِكَ مُمْتنِعٌ. وَكَانُوا قَدْ آمَنُوا بِدِينِ اللَّهِ وَأَمْرِهِ وَنَهْيِهِ وَوَعْدِهِ وَوَعِيدِهِ. وَظنُّوا أَنَّهُ إذَا كَانَ كَذَلِكَ لَمْ يَكُنْ قَدْ عَلِمَ قَبْلَ الْأَمْرِ مَن يُطِيعُ وَمَنْ يَعْصِي؛ لِأَنَّهُمْ ظَنُّوا أَنَّ مَن عَلِمَ مَا سَيَكُونُ لَمْ يَحْسُنْ مِنْهُ أَنْ يَأْمُرَ وَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّ الْمَأْمُورَ يَعْصِيهِ وَلَا يُطِيعُهُ، وَظَنُّوا أَيْضًا أَنَّهُ إذَا عَلِمَ أَنَّهُمْ يُفْسِدُونَ لَمْ يُحْسَنْ أَنْ يَخْلُقَ مَنْ يَعْلَمُ أَنَّهُ يُفْسِدُ فَلَمَّا بَلَغَ قَوْلُهُمْ بِإِنْكَارِ الْقَدَرِ السَّابِقِ الصَّحَابَةَ أَنْكَرُوا إنْكَارًا عَظِيمًا وَتَبَرَّءُوا مِنْهُمْ". (مجموع الفتاوى ١٣/ ٣٦).
الطور الثاني:
القدرية الثانية: ظهرت مع المعتزلة في أول القرن الثاني الهجري، وتوسعت مقالاتها حتى صارت على النحو التالي:
١ - شعبة صارت ضمن المعتزلة التي تقول: الإنسان مقدر أفعاله وهو خالقها.
٢ - الجهمية الجبرية القائلين بأن الإنسان مجبور على أفعاله كالريشة في مهب الريح وليس له اختيار في أفعاله.
شعبة الأشاعرة ومن اتبعهم القائلين بالكسب، وخلاصة مذهبهم: القول بأن الإنسان له قدرة واستطاعة لكنها لا تكون إلا مع الفعل، أي إذا عزم على العمل أوجد الله له القدرة.
وهذا نوع من الجبر لكنه أخف من قول الجبرية الغلاة. انظر: (دراسات في الأهواء والفرق والبدع للدكتور ناصر العقل ٢/ ١٤٥ - ١٤٧).