للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الصِّفات الخبرية

تسمى هذه الصِّفات خبرية لأن طريق إثباتها لله تعالى الخبر الصادق الذي جاء به القرآن، وجاءت به السُّنَّة الصحيحة.

وتسمى النَّقلية والسَّمعية، لأنَّ طريق إثباتها لله تعالى الأدلة السمعية، ولا مجال للعقل فيها.

وهذه الصِّفات قسمان:

١/ صفات الذَّات الخبرية: وهي التي لم يزل ولا يزال متصفًا بها (١): كالسَّاعد والذِّراع، والقَدَم والسَّاق والصدر …

٢/ صفات الفعل الخبرية: هي التي تتعلق بمشيئته إن شاء فعلها وإن شاء لم يفعلها (٢): كالرَّحمة والرِّضا والغضب والمحبَّة ..

وقد تكون الصَّفة ذاتية فعلية باعتبارين كالكلام، فإنه باعتبار أصله صفة ذاتية، لأنَّ الله تعالى لم يزل ولا يزال متكلمًا، وباعتبارآحاد الكلام صفة فعلية، لأن الكلام يتعلق بمشيئته، يتكلم متى نخماء بما شاء، كما في قوله تعالى: ﴿إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (٨٢)[سورة يس: ٨٢] (٣).

وهذه الصِّفات وإن كانت تعد في حق المخلوق جوارح وأعضاء وأبعاضًا وأجزاء ولكنَّها في حق الله تعالى صفات أثبتها لنفسه، أو أثبتها له رسوله ، لا نخوض فيها بأهوائنا وآرائنا، بل نفوّض كنهها وحقيقتها إلى الله تعالى لعدم معرفتنا لحقيقة الذَّات، لأنّ معرفة حقيقة الصِّفة متوقفة على معرفة حقيقة الذَّات كما لا يخفى، بل نثبتها ونؤمن بها دون تحريف أو تعطيل، ودون تكييف وتجسيم وتشبيه. وهكذا يقال في صفة الرَّحمة والمحبَّة والرِّضا، وسائر صفات الرَّب تعالى (٤).


(١) ابن عثيمين في "القواعد المثلى" (ص ٢٥).
(٢) ابن عثيمين في "القواعد المثلى" (ص ٢٥).
(٣) ابن عثيمين في "القواعد المثلى" (ص ٢٥).
(٤) محمد أمان جامي في "الصِّفات الإلهية في الكتاب والسُّنَّة في ضوء الإثبات والتنزيه" (ص ٢٠٨).