للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[ثناء العلماء عليه]

اشتهر الإمام أبو بكر شمس الدين محمد بن محب الدين أحمد السعدي المقدسي الصالحي بالعلم والعمل، فقد كان من كبار المحدثين، ومن الأئمة الحفاظ المكثرين، والأئمة المقرئين، ومن الفقهاء المتقنين، والزهاد المتقشفين، ذو همة عالية في البحث والتحصيل، هذا بالإضافة إلى ما اشتهر به من السكون والسكوت عن فضول الكلام وكثرة الصمت، حتى لقب لذلك بالصامت، ورضي عنه.

قال الإمام الذهبي: "محمد بن عبد اللَّه بن أحمد، ابن المحب المحدث الفاضل أبو بكر ابن شيخنا تقي الدين. . .فيه عقل وسكون وذهنه جيد وهمته عالية في التحصيل، مولده سنة اثنتي عشرة وسبع مائة، حدث معي بمشيخة المطعم، وكتبت عنه، وخرج المتباينات لنفسه وللبرزاني، ونسخ تهذيب الكمال" (١).

وقال الإمام القاضي نظام الدين بن مفلح: "الشيخ الإمام الحافظ الأصيل بقية المحدثين شمس الدين بن العلامة المحدث محب الدين بن الشيخ المحدث الصالح شهاب الدين بن الشيخ الإمام العلامة محب الدين السعدي الصالحي المعروف بالصامت سمي به لكثرة سكوته ووقاره. . .أثنى عليه الأئمة، وكان آخر من بقي من أئمة هذا الفن" (٢).

وقال الحافظ ابن ناصر الدين الدمشقي: "الشيخ الإمام الزاهد العابد العلامة النبيل، المحدث الأصيل، الحافظ الكبير، المسند الكثير، عمدة الحفاظ شيخ المحدثين شمس الدين أبو بكر محمد بن الشيخ العالم الحافظ القدوة محب الدين أبي محمد عبد اللَّه بن أحمد ابن المحب عبد اللَّه بن أحمد بن محمد بن إبراهيم بن أحمد بن عبد الرحمن بن إسماعيل بن منصور بن عبد الرحمن السعدي المقدسي ثم الصالحي الحنبلي الشهير بالصامت، لقب بذلك لكثرة سكوته عن فضول الكلام وكان يكره أن يدعي بهذا اللقب بين الأنام" (٣).

وقال أيضًا: "أبو بكر بن المحب الحنبلي، الحافظ الكبير المعروف بالصامت، لكثرة سكوته ووقاره، وكان يكره هذا اللقب مع معرفته به واشتهاره، ولد سنة اثنتي عشرة وسبعمائة، وسمَّعه أبوه على طائفة كبيرة حضورًا، وسمع من خلق شيئًا كثيرًا، وسمع العالي والنازل، وكَتَب عن الأصاغر بعد الأماثل، وكان حافظ الشام ومفيده، وأحد أئمة هذا الشأن وضبْطه وتقييده، رتب مسند الإمام أحمد فأتقن وأجاد، وصنف كتاب


(١) انظر: المعجم المختص بالمحدثين للذهبي (ص ٢٣٥ - ٢٣٦).
(٢) انظر: المقصد الأرشد لابن مفلح (٢/ ٤٢٩).
(٣) انظر: الرد الوافر لابن ناصر الدين الدمشقي (ص ٤٧ - ٤٨).