للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

النورية الشيخ تاج الدين الفزاري، وكان الشيخ زين الدين حسن الأخلاق، فَكِهَ النفس، كثير المزاح على طريقة المحدثين، وكان قد رحل إلى بغداد، فاشتغل بها، وسمع الحديث، وكان فيه خير وصلاح وعبادة" (١).

[٤ - الإمام عبد الرحمن بن يوسف البعلبكي الحنبلي المتوفى سنة ٦٨٨ هـ]

قال الذهبي: "عبد الرحمن بن يوسف بن محمد بن نصر بن أبي القاسم بن عبد الرحمن، المفتي، القدوة، فخر الدين، أبو محمد البعلبكي الحنبلي، ولي تدريس الحلقة بالجامع، ومشيخة النورية، وروى الكثير وأفتى واشتغل وتخرج به جماعة من الفضلاء، وكان عديم المثل كبير القدر، سألت أبا الحجاج الكلبي عنه فقال: هو أحد عباد اللَّه الصالحين، وأحد من كان يُظن به أنه لا يحسن يعصي اللَّه" (٢).

وقال ابن كثير: "الشيخ فخر الدين أبو محمد عبد الرحمن بن يوسف البعلبكي الحنبلي، شيخ دار الحديث النورية ومشهد ابن عروة، وشيخ الصدرية، كان يفتي ويفيد الناس مع ديانة وصلاح وزهادة وعبادة" (٣).

[٥ - الإمام شيخ الشافعية تاج الدين الفزاري المتوفى سنة ٦٩٠ هـ.]

قال الذهبي: "عبد الرحمن بن إبراهيم بن سباع بن ضياء، العلامة الإمام، مفتي الإسلام، فقيه الشام، تاج الدين أبو محمد الفزاري البدري، المصري الأصل، الدمشقي الشافعي الفركاح، وخرج من تحت يده جماعة من القضاة والمدرسين والمفتين، ودرس وناظر وصنف، وانتهت إليه رياسة المذهب كما انتهت إلى ولده وكان من أذكياء العالم ومن بلغ رتبة الاجتهاد، و محاسنه كثيرة، وهو أجل من أن ينبه عليه مثلي. . .وكان ﵀ عنده من الكرم المفرط وحسن العشرة وكثره الصبر والاحتمال، وعدم الرغبة في التكثر من الدنيا والقناعة والإيثار والمبالغة في اللطف ولين الكلمة والأدب ما لا مزيد عليه، مع الدين المتين وملازمة قيام الليل والورع وشرف النفس وحسن الخلق والتواضع والعقيدة الحسنة في الفقراء والصلحاء وزيارتهم، وله تصانيف مفيدة تدل على محله من العلم وتبحره فيه، وكانت له يد في النظم والنثر. . .في المذهب وهو شاب وجلس للإشغال وله بضع وعشرون. ودرس في سنة ثمان وأربعين. وكتب في الفتاوى وقد كمل ثلاثين سنة. . .وكانت الفتاوى تأتيه من الأقطار، وكان إذا سافر إلى زيارة بيت المقدس يتنافس أهل البر في الترامي عليه، وإقامة الضيافات له، وكان أكبر من النواوي -رحمهما اللَّه- بسبع سنين، وكان أفقه نفسا وأذكى قريحة وأقوى مناظرة من الشيخ محيي الدين


(١) انظر: البداية والنهاية لابن كثير (١٧/ ٤٥٩).
(٢) انظر: تاريخ الإسلام للذهبي (١٥/ ٦٠٨).
(٣) انظر: البداية والنهاية لابن كثير (١٧/ ٦٢٢).