للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

من الشوائب ومحقها من أغراضها كان حافظًا للحديث وفنونه ورجاله وصحيحه وعليله رأسًا في معرفة المذهب. . . ولي مشيخة دار الحديث. . . سنة خمس وستين بعد أبي شامة إلى أن مات" (١).

وقال تلميذه ابن العطار: "قرئ عليه "البخاري" و"مسلم" بدار الحديث الأشرفية بحثًا وسماعًا، وحَضَرْتُ مسلمًا وأكثر البخاري، وقطعة من سنن أبي داود" (٢).

[٥ - الإمام شيخ الشافعية زين الدين الفارقي المتوفى سنة ٧٠٣ هـ]

قال ابن كثير: "زين الدين الفارقي عبد اللَّه بن مروان بن عبد اللَّه بن فهر بن الحسن، أبو محمد الفارقي شيخ الشافعية، ولد سنة ٦٣٣ هـ، وسمع الحديث الكثير، واشتغل ودرس في عدة مدارس، وأفتى مدة طويلة، وكانت له همة، وشهامة، وصرامة، وكان يباشر الأوقاف جيدا، وهو الذي عمر دار الحديث بعد خرابها زمن قازان، وقد باشرها سبعا وعشرين سنة من بعد النووي إلى حين وفاته" (٣).

[٦ - الإمام شيخ الشافعية صدر الدين بن الوكيل الشافعي المتوفى سنة ٧١٦ هـ]

وقد ولي مشيخة دار الحديث الأشرفية سبع سنين (٤).

قال ابن كثير: "صدر الدين بن الوكيل، هو العلامة أبو عبد اللَّه محمد بن الشيخ الإمام مفتي المسلمين زين الدين عمر بن مكي بن عبد الصمد، المعروف بابن المرحل وبابن الوكيل، شيخ الشافعية في زمانه، وأشهرهم في وقته بالفضيلة، وكثرة الاشتغال، والمطالعة، والتحصيل، والافتنان في العلوم العديدة، وقد أجاد معرفة المذهب والأصلين، ولم يكن في النحو بذاك القوي، فكان يقع منه اللحن الكثير، مع أنه قرأ فيه "المفصل" للزمخشري، وكانت له محفوظات كثيرة، ولد في شوال سنة خمس وستين وستمائة، وسمع الحديث على المشايخ، من ذلك "مسند الإمام أحمد" على ابن علان، و"الكتب الستة"، وقرئ عليه قطعة كبيرة من "صحيح مسلم" بدار الحديث. . . وكان يتكلم على الحديث بكلام مجموع من علوم كثيرة من الطب والفلسفة وعلم الكلام -وليس ذلك بعلم- وعلوم الأوائل، وكان يكثر من ذلك، وكان يقول الشعر جيدًا، وله ديوان مجموع مشتمل على أشياء لطيفة، وكان له أصحاب يحسدونه ويحبونه، وآخرون يحسدونه ويبغضونه، وكانوا يتكلمون فيه بأشياء، ويرمونه بالعظائم، وقد كان مسرفا على نفسه، قد ألقى جلباب الحياء فيما يتعاطاه من القاذورات


(١) انظر: تذكرة الحفاظ للذهبي (٤/ ١٧٤ - ١٧٦).
(٢) انظر: تحفة الطالبين في ترجمة الإمام محيي الدين لعلاء الدين علي بن إبراهيم بن العطار (ص ٦١).
(٣) انظر: البداية والنهاية لابن كثير (١٨/ ٣٨).
(٤) انظر: فوات الوفيات لابن شاكر الكتبي (٤/ ١٤).