للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

• الميزان

أورد المصنف النصوص التي تشير إلى الميزان يوم القيامة، والميزان الذي جاء في النصوص الشرعية هو ميزان حقيقي، له كفتان توزن بها أعمال العباد. والإيمان بالميزان واجب.

قال الإمام أحمد ابن حنبل: (ومن السنة اللازمة التي من ترك منها خصلة لم يقلها ويؤمن بها لم يكن من أهلها: الإيمان بالقدر خيره وشره، … والإيمان بالميزان كما جاء: "يوزن العبد يوم القيامة فلا يوزن جناح بعوضة". وتوزن أعمال العباد كما جاء في الأثر. والإيمان به والتصديق به والإعراض عمن رد ذلك، وترك مجادلته) (١).

وفي بيان الحكمة من الميزان والرد على من ينكره للقول بأنه لا يحتاج إليه إلا البقال والفوال يقول ابن أبي العِزّ في شرحه للطحاوية: (فثبت وزن الأعمال والعامل وصحائف الأعمال، وثبت أن الميزان له كفتان. والله تعالى أعلم بما وراء ذلك من الكيفيات. فعلينا الإيمان بالغيب، كما أخبرنا الصادق من غير زيادة ولا نقصان. ويا خيبة من ينفي وضع الموازين القسط ليوم القيامة كما أخبر الشارع، لخفاء الحكمة عليه، ويقدح في النصوص بقوله: لا يحتاج إلى الميزان إلا البقال والفوال! وما أحراه بأن يكون من الذين لا يقيم الله لهم يوم القيامة وزنا. ولو لم يكن من الحكمة في وزن الأعمال إلا ظهور عدله سبحانه لجميع عباده، فلا أحد أحب إليه العذر من الله، من أجل ذلك أرسل الرسل مبشرين ومنذرين. فكيف ووراء ذلك من الحكم ما لا اطلاع لنا عليه) (٢).

• صحف الأعمال

أورد المصنف الآيات الدّالة على الصحف التي كتبت فيها أعمال العباد، وأن المؤمن يعطى كتابه بيمينه، وأما الكافر فيعطى كتابه بشماله من وراء ظهره.


(١) انظر: (شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة ١/ ١٧٨).
(٢) (شرح الطحاوية ٢/ ٦١٣)