للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[المسألة الأولى أشراط الساعة]

[معنى الشرط]

الشرَّط: العلامة، ومَا يوضع ليلتزم فِي بيع أَو نَحوه.

والاشْتِراط: الْعَلَامَةُ الَّتِي يَجعَلهَا النَّاسُ بَيْنَهُمْ. وأَشْرَطَ طَائِفَةً مِنْ إِبله وَغَنَمِهِ: عَزَلهَا وأَعْلَمَ أَنها لِلْبَيْعِ، وَمِنْهُ سُمِّيَ الشُّرَطُ لأَنهم جَعَلُوا لأَنفسهم عَلَامَةً يُعْرَفون بِهَا، وأَشْراطُ الشَّيْءِ: أَوائلُه؛ قَالَ بَعْضهُمْ: وَمِنْهُ أَشراطُ الساعةِ (١).

فأشراط الساعة: علامات الساعة، وما ينكره الناس من صغار أمورها قبل أن تقوم الساعة (٢).

وقيام الساعة يُراد به ثلاثة معان:

الساعة الصغرى: وهي موت الإنسان، فمن مات وانتهى أجله فقد قامت قيامته وساعته الصغرى.

الساعة الوسطى: وهي موت أهل القرن الواحد، ويؤيد هذا حديث رسول الله ": "إن يعش … "

الساعة الكبرى: وهي ساعة البعث والحساب والجزاء (٣).

وقد يذكر اللّه ﷻ في القرآن القيامة الكبرى والصغرى كما في سورة الواقعة، فإنه ذكر في أولها القيامة الكبرى وأن الناس يكون أزواجًا ثلاثة كما قال تعالى: ﴿لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ (١) وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ (٢) أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظَامَهُ (٣) بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَنْ نُسَوِّيَ بَنَانَهُ (٤) بَلْ يُرِيدُ الْإِنْسَانُ لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ (٥) يَسْأَلُ أَيَّانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ (٦) فَإِذَا بَرِقَ الْبَصَرُ (٧)[القيامة: ١ - ٧].


(١) انظر: (لسان العرب ٧/ ٣٢٩ - ٣٣٠)، (المعجم الوسيط ١/ ٤٧٩).
(٢) انظر: (النهاية في غريب الحديث والأثر ٢/ ٤٦٠).
(٣) انظر: اللوح (٤٢٦/ ب) من مخطوط صفات رب العالمين وما نقله ابن المحب من كتاب عبد الحق الإشبيلي، (التذكرة بأحوال الموتى وأمور الآخرة ص: ٥٤٨)، (فتح الباري لابن حجر ١١/ ٣٦٤)، (فتح الباري لابن رجب ٤/ ٣٦٩)، (أشراط الساعة ليوسف الوابل ص: ٧٤ - ٧٦) (مجموع الفتاوى ٤/ ٢٦٣).