للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الطبقة السابعة]

الفلاحون: وهم السواد الأعظم من أهل البلاد، ولم يكن نصيبهم إلا الإهمال والاحتقار، ومع فقرهم وقلة مالهم إلا أن السلاطين فرضوا عليهم نفقات ليست من مهامهم.

[الطبقة الثامنة]

الأعراب: رفضوا الخضوع لدولة المماليك، وأقاموا عليهم حاكمًا منهم، ولكن المماليك قاتلوهم وهزموهم، وعاشوا في صراع وقتال حتى انتهى العصر المملوكي) (١).

[انتشار الطاعون]

وهذا العرض المختصر من ناحية، ومن ناحية أخرى فإن المجتمع عانى في ذلك الوقت من المجاعات والأوبئة والأمراض.

ففي عام تسع وأربعين وسبعمائة انتشر الطاعون وتوفي بسببه جم غفير والله المستعان.

قال ابن كثير: (وتواترت الأخبار بوقوع الوباء في أطراف البلاد، كثر الموت في الناس بأمراض الطواعين، وزاد الأموات في كل يوم على المائة، فإنا لله وإنا إليه راجعون، وإذا وقع في أهل بيت لا يكاد يخرج منه حتى يموت أكثرهم، وقد توفي خلق كثير، وجم غفير، ولا سيما من النساء فإن الموت فيهن أكثر من الرجال بكثير كثير، وشرع الخطيب في القنوت في سائر الصلوات، والدعاء برفع الوباء من المغرب ليلة الجمعة سادس شهر ربيع الآخر من هذه السنة، وحصل للناس بذلك خضوع، وخشوع، وتضرع، وإنابة، كثرت الأموات في هذا الشهر جدا، وزادوا على المائتين في كل يوم، فإنا لله وإنا إليه راجعون، وتضاعف عدد الموتى منهم، وتعطلت مصالح الناس، وتأخرت الموتى عن إخراجهم، وزاد ضمان الموتى جدا، فتضرر الناس ولا سيما الصعاليك فإنه يؤخذ على الميت شيء كثير جدا، فرسم نائب السلطنة بإبطال ضمان النعوش، والمغسلين، والحمالين، ونودي بإبطال ذلك في يوم الاثنين سادس عشر ربيع الآخر، ووقفت نعوش كثيرة في أرجاء البلد، واتسع الناس بذلك، ولكن كثرت الموتى، فالله المتسعان.


(١) انظر: (المجتمع العصري في عصر سلاطين المماليك ص: ١٦ - ٦٦) باختصار وتصرف.