نشأ ابن المحب في صالحية دمشق وتعتبر هي من أكتر مراكز الحنابلة ازدهارًا بالعلم والعلماء في تلك الفترة حيث كانت تجمع شموس العلم من أمثال شيخ الإسلام ابن تيمية، والحافظ المزي وغيرهما من العلماء.
وكذلك كانت أسرة ابن المحب أسرة خير وفضل وبيته بيت علم وصلاح، ودين وورع، الأمر الذي ساعده على طلب العلم منذ نعومة أظفاره.
فوالده عبد الله بن أحمد كان من العلماء المتقنين المهتمين بالحديث وروايته، وكذلك كان جده أحمد، وقد ترجم لهما الإمام الذَّهبي في معجم شيوخه.
وكذلك كان جد أبيه عبد الله من المحدِّثين الرَّحالين. وقد استفاد ابن المحب من خالته بنت الكمال زينب بنت أحمد، وهذا كله مما ساهم في نشأته العلمية.
وقال تلميذه - يوسف بن عبد الهادي - عنه:"أسمعه والده صَغيرًا وأخبرت أن " ثبته " الذي كتبه والده بأسماءِ الكُتب التى أسمعه إيّاها فى مجلدين. قلتُ: بل هى أكثر من ذلك فإنَ خَطّ والده على الأجزاء والكتب لا يمكن استقصاؤه، وقلّ جزءٌ إلا وعليه خطه، وقلّ ما عليه خطه ولم يسمعه إيّاه. وبعد ذلك نشأ وطلب بنفسه وقرأ الكثير وحصَّل، وكانت معهم خزانة الضيائية، فمن ثم كثر سماعهم واتَّسعت معرفتهم بذلك "(١).
* رابعًا: شيوخه:
تعلَّم ابن المحب على يد أبيه وجدّه، ثم روى عن كثير من شيوخ عصره، وسأشير إلى كل من روى عنه في كتابه - في الجزء المحقق - ولو حديثًا واحدًا، من الرِّجال والنساء، وذكرهم بصيغة: أخبرني، أخبرنا، أخبرناه، أخبرتني، حدثني، حدثنا، أنبأ، أو قرأت على، أو أجاز لنا، فأذكر نبذة مختصرة عن الشيخ وتاريخ ولادته، ووفاته، ثم أعقبه بذكر رقم الحديث الذي ورد فيه الشيخ، وذكر أسمائه الواردة في الإسناد، وهؤلاء هم:
* من الرجال:
١. إبراهيم بن عبد الرحمن بن إبراهيم بن سِباع الشافعي، أبو إسحاق الفزاري، مات سنة (٧٢٩ هـ):