للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقد ذكر ابن المحب في هذه الصِّفة (خمسة) أحاديث منها: "إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ دَعَا الله بِعَبْدهِ، فَيَضَعُ كَنَفَهُ عَلَيْهِ، فَيَقُولُ: أَلَمْ تَعْمَلْ يَوْمَ كَذَا وَكَذَا ذَنْبَ كَذَا وَكَذَا؟ "، فيقول الْعَبْدُ: بَلَى يَا رَبِّ. فيقول: "فإنّي قد سَتَرْتُهَا عَلَيْكَ فِي الدُّنْيَا وَغَفَرْتُهَا لَكَ الْيَوْمَ" (١).

قال ابن تيمية في "بيان تلبيس الجهمية": وأمَّا حديث إدنائه إليه ووضع كنفه عليه، فهو أظهر من هذا، لم ينازع أحدٌ من الصِّفاتية المتقدمين أصلًا، كما لم يُنازعوا في أنَّ الله تعالى فوق العرش وقد نصَّ الأئمة على إقراره (٢).

وبوَّب الخلال في كتاب "السُّنَّة": باب يضع كنفه على عبده … وذكر الأحاديث في الباب (٣).

* المنْكِبين:

بوَّب ابن المحب باب قوله النبي "قامت الرَّحم فأخذت بحقوي الرحمن" وذكر المنكبين والحجزة والجنب. وذكر حديث: "إِنَّ الرَّحِمَ شِجْنَةٌ مُتَعَلِّقَةٌ بِمَنْكِبَيِ الرَّحْمَنِ، قَالَ اللهُ ﷿ لَهَا: مَنْ وَصَلَكِ وَصَلْتُهُ، وَمَن قَطَعَكِ قطعته" (٤).

وهذا الحديث أخرجه ابن أبي عاصم في "السُّنَّة" ضمن أبواب أحاديث الصِّفات، وأخرجه إبن بطة في "الإبانة الكبرى" تحت باب (جامعٌ من أحاديث الصِّفات رواها الأئمةُ والشيوخ الثِّقات، الإيمان بها من تمام السُّنَّة، وكمالى الدِّيانة، لا ينكرها إلا جهميٌ خبيث). فهذا يدل على أنَّهم اعتبروها من أحاديث الصِّفات. فيثبتون بها الصِّفة من غير تكييف ولا تمثيل، ومن غير تحريف ولا تعطيل.

أما علماء الحديث ورجاله: فاستنكروا رواية عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار - التي فيها زيادة: "فتَعَلِّقَة بِمَنْكِبَيِ الرَّحْمَنِ" - لمخالفته الثقات الذين رووا الحديث بدون هذه الزيادة.


(١) سيأتي تخريجه في قسم التحقيق رقم (٢٣).
(٢) ابن تيمية في "بيان تلبيس الجهمية" (٨/ ١٩١) وما بعدها.
(٣) الخلال في "السُّنَّة" (١/ ٢٦٤).
(٤) سيأتي تخريجه في قسم التحقيق (١٠٧).