للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عِبَادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرْ فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيْهِ جَمِيعًا (١٧٢) فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَأَمَّا الَّذِينَ اسْتَنْكَفُوا وَاسْتَكْبَرُوا فَيُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَلَا يَجِدُونَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا (١٧٣) يَاأَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُبِينًا (١٧٤) فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا (١٧٥)[سورة النساء: ١٧٢ - ١٧٥]، ﴿مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ [سورة النحل: ٩٧]، ﴿وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى﴾ [سورة طه: ١٣٢]، ﴿قَالَ اللَّهُ هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا﴾ [سورة المائدة: ١١٩].

[الرحمة والانتقام]

ويُسمى ما خلقه بالرحمة: رحمة

١٩٩ - أخبرنا أحمد بن عبد الرحمن الكفرطابي، أنبأ علي ابن البخاري، أنبأنا أحمد ابن محمد اللبان (١)، أنبأ أبو علي الحداد، أنبأ أبو نعيم، ثنا أبو بكر ابن خلاد، ثنا الحارث ابن أبي أسامة، ثنا يزيد بن هارون، أنبأ محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة عن النبي قال: "احتجت الجنة والنار، فقالت النار: يدخلني الجبارون والمتكبرون، وقالت الجنة: يدخلني الفقراء الضعفاء والمساكين، فقال للنار: أنت عذابي أنتقم بك ممن شئت، وقال للجنة: أنت رحمتي أرحم بك من شئت" (٢).


(١) أحمد بن أبي عيسى محمد بن محمد ابن الإمام عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن محمد ابن المحدث عبد الله بن محمد بن النعمان بن عبد السلام التيمي من تيم الله بن ثعلبة، أبو المكارم الأصبهاني، الشروطي، ابن اللبان، القاضي، العالم، مسند أصبهان، ولد في صفر سنة سبع وخمسمائة. وهو مكثر عن أبي علي الحداد، وحدث عنه بالإجازة الفخر ابن البخاري، وطائفة. مات في السابع والعشرين من ذي الحجة، سنة سبع وتسعين وخمسمائة. (سير أعلام النبلاء ٢١/ ٣٦٢).
(٢) أخرجه الترمذي في سننه: برقم: (٢٥٦١). بنحوه. وقال: هذا حديث حسن صحيح. وحسنه المحقق الألباني.