للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بالملك الظاهر لأنه تسلطن وقت الظهيرة.

وباعتلاء برقوق عرش السلطنة انتهى ملك بيت قلاوون كما انتهت دولة المماليك البحرية (١).

وبعد توليه الحكم عمل برقوق على ترسيخ أقدامه في الحكم من خلال تعيين أشخاص يثق بهم في المناصب الإدارية، وعزل كل من لم يثق به.

ولأنه خاف أن يقوم الأتراك في التمرد عليه، فقد قرر إنشاء عصيبة يعتمد عليها في مواجهة خصومه، فاستقدم عدد كبير من الجراكسة حتى وصل عددهم نهاية حكمه إلى خمسة آلاف.

لكنه لم ينجع في مواجهه الفتن في الوقت الذي انتشر فيه الطاعون وارتفعت فيه الأسعار وتدهور الوضع الاقتصادي.

واستغل يلبغا الناصري هذا الوضع وأعاد الحكم إلى الملك الصالح أمير حاجي.

ومع ضعف السلطان أمير حاجي استطاع برقوق أن يعيد الحكم لنفسه. ثم استمر الحكم له حتى مرض عام ٨٠١ هـ ومات بعد أن جاوز الستين سنة.

* خصائص دولة الجراكسة

١/ تميزت بأن سلاطينها من أصل واحد وهو الأصل الجركسي، ما عدا اثنين منهم وهما: (خشقدم، وتمربغا) يعود أصلهم إلى اليونان.

معنى هذا أن دولة الجراكسة اتخذت العصبية العنصرية كسلاح لها في إزاحة دولة المماليك البحرية.

٢/ جعل العرش المملوكي مشاعًا بين القادرين منهم، بخلاف دولة المماليك البحرية التي توارثت الحكم.

ففي دولة المماليك الجركسية كان السلطان يبقى في منصبه باعتبار قوة شخصيته، وكثرة أعوانه وأنصاره.


(١) انظر: (تاريخ المماليك ص: ٣٤٨، ٣٤٩)، (أطلس تاريخ العصر المملوكي ص: ١٧١).