للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ابن المقرئ (١).

[باب عدد أبواب الجنة]

وقول الله تعالى: ﴿حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا﴾ [الزمر: ٧٣]. قيل: ألحق بها الواو لكونها ثمانية وتسمى هذه الواو: واو الثمانية كما في قوله: ﴿التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ﴾ إلى: ﴿وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ﴾ [سورة التوبة: ١١٢]، وقوله: ﴿ثَلَاثَةٌ رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ﴾ إلى: ﴿وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ﴾ [سورة الكهف: ٢٢]. قيل: ومن خصائص لغة العرب إلحاق الواو في الثامن من العدد (٢).

وقد ضعَّف أبو عبد الله القرطبي هذا القول في تفسيره ( … ) بقوله ( … ) ﴿هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ﴾

قال سعيد الأخفش: فيُقال: إن قوله: ﴿وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا﴾ في معنى (قال لهم) كأنه


(١) رواه الطبراني في الأوسط برقم: (٩١٩، ٨٨١٦)، والضعفاء الكبير للعقيلي: (٢/ ٣٠١)، وابن عدي في الكامل: (٥/ ٣٦٣، ٩٢١٨)، وابن الجوزي في العلل المتناهية برقم: (١٥٥٣، ١٥٥٤).
(٢) ذكر البعض أن الواو دلالة على الثمانية ورد بعض العلماء على كلامهم ومنهم:
- ابن كثير في تفسيره قال:
(ومن زعم أن الواو في قوله : "وفتحت أبوابها" وأو الثمانية واستدل به على أن أبواب الجنة ثمانية فقد أبعد النجعة وأغرق في النزع، وإنما يستفاد كون أبواب الجنة ثمانية من الأحاديث الصحيح). (تفسير ابن كثير ٧/ ١٠٩)
ابن القيم في حادي الأرواح قال:
(في ذكر عدد أبواب الجنة ..... ذكر البعض أن الواو دلالة على الثمانية لأن السبعة عدد كامل، ورد بعض العلماء على كلامهم ومنهم:
- ابن القيم في حادي الأرواح قال:
(قالت طائفة هذه واو الثمانية دخلت في أبواب الجنة لكونها ثمانية وأبواب النار سبعة فلم تدخلها الواو وهذا قول ضعيف لا دليل عليه ولا تعرفه العرب ولا أئمة العربية وإنما هو من استنباط بعض المتأخرين) انظر: (حادي الأرواح ص ٥١).