للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يلقي الواو، وقد جاء في الشعر شيء يشبه أن تكون الواو زائدة فيه؛ فيه قال الشاعر:

فإذا وَذَلِكَ يا كُبَيْشَة لَمْ يَكُنْ … إلَّا كَلَمَّةِ حالِمٍ بِخَيالِ

فيشبه أن يكون يريد فإذا ذلك لم يكن، وقال بعضهم: فأضمر الخبر، وإضمار الخبر أحسن في الآية أيضًا. وهو في الكلام كثير (١).

وذكر الفراء عند قوله: ﴿حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ﴾ [سورة آل عمران: ١٥٢] أن هذه الواو معناها: السقوط. وذكر قوله تعالى: ﴿حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ﴾ [سورة الزمر: ٧٣]. وفي موضع آخر: ﴿فُتِحَتْ﴾ (٢).

وذكر عند قوله: ﴿وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ﴾ [سورة الأنبياء: ٩٧]. معناه -والله أعلم - حتى إذا فتحت اقترب، ودخول الواو في الجواب في ﴿حَتَّى إِذَا﴾ بمنزلة قوله: ﴿حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا﴾ [سورة الزمر: ٧٣]، وفي قراءة عبد الله ﴿فَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهَازِهِمْ جَعَلَ السِّقَايَةَ﴾ [سورة يوسف: ٧٠]، وفي قراءتنا بغير واو، ومثله في الصافات ﴿فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ (١٠٣) وَنَادَيْنَاه﴾ [سورة الصافات: ١٠٣ - ١٠٤] (٣).

وقال: ﴿جَنَّاتِ عَدْنٍ مُفَتَّحَةً لَهُمُ الْأَبْوَابُ﴾ [ص: ٥٠].

٨٨٢ - حديث أبي حازمٍ، عن سهل بن سعد: "في الجنة ثمانية أبواب فيها بابٌ يسمى باب الريان لا يدخله إلا الصائمون".

رواه البخاري ومسلم (٤)، وهو من طريق البخاري في الجزء الثالث من حديث ابن رزيق من رواية أبي القاسم جعفر بن محمد للحسن الجروي، عن البخاري، عن سعيد بن أبي مريم، عن محمد مطرف، عن أبي حازم، وقال: قال محمد بن إسماعيل: ليس يقول ثمانية أبواب غير هذا. وفي ثاني فضائل الأعمال لابن شاهين (٥).


(١) معاني القرآن للأخفش: (١٢/ ٤٩).
(٢) معاني القرآن للفراء (١/ ٢٣٨).
(٣) معاني القرآن للفراء (٢/ ٢١١).
(٤) رواه البخاري برقم: (٣٢٥٧)، ومسلم برقم: (١١٥٢).
(٥) رواه ابن شاهين برقم: (١٣٦).