للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[المرحلة الثانية: دولة المماليك البرجية.]

عُرفت الدولة الجديدة باسم: دولة المماليك البرجية، لأن السلطان المنصور قلاوون كان قد أفرد من مماليكه ثلاث آلاف وسبعمائة من الآص والجركش، وجعلهم في أبراج القلعة وسماهم البرجية.

لتمييزهم عن المماليك البحرية الذين كانت إقامتهم بجزيرة الروضة، وقد عُرف البرجية كذللث باسم: المماليك الجراكسة أو الشراكسة، نسبة إلى موطنهم الأصلي الذى أتوا منه وهو: ورؤيا و بلاد الشركس القوقاز (١).

وقد كانوا في بداية أمرهم معزولين في أبراج القلعة لا يخرجون منها، ثم كثر عددهم وصعب الاحتفاظ بهم وإبعادهم عن الناس، فسمع السلطان الأشرف خليل بمغادرة أبراجهم والنزول إلى القاهرة، واشترط عليهم أن يكون الخروج في وقت النار وأن يعودوا لبيوتهم قبل الليل ليبيتوا فيها.

ونتج عن ذلك ظاهرتان:

الأولى: مخالطة الجراكسة للناس والجلوس بجانبهم والانغماس معهم في الحياة العامة.

الثانية: ازدياد نصرتهم وتعلقهم بالسلطان خليل، ثم بعد مقتله ثارت ثائرهم، ولم يهدأوا إلا عندما قُتل (بيدرا) الذي نفذ عملية القتل.

وكان غضبهم ذاك هو أول مشاركاتهم في الأحداث العامة (٢).

[بداية الحكم]

بدأ حكمهم حين انتهت دولة المماليك الأولى، فبعد وفاة الناصر محمد سنة ٧١٤ هـ حكم أبنائه وأحفاده الصغار، ولم يكن حكمهم ثابتًا بسبب المنازعات، وفي ذلك الوقت ظهر الأمير برقوق الذي نجح في أخذ الحكم وتأسيس دولة المماليك الجركسية.

كان ابتداؤها يوم الأربعاء شهر رمضان سنة أربع وثمانين وسبع مئة (٣).


(١) (الموسوعة الموجزة في التاريخ الإسلامي ٥/ ٨١). (السلوك لمعرفة دول الملوك ٢/ ٢١٨)
(٢) انظر: (تاريخ المماليك في مصر والشام ص: ٣٢٧، ٣٢٨).
(٣) انظر: (شذرات الذهب في أخبار من ذهب ٨/ ٤٨٧)، (بدائع الزهور ٢/ ٣١٢)