يقول جل ثناؤه: فإن كانت آلهتكم التي تعبدونها ليس فيها شيء من هذه الآلات التي ذكرتُها، والمعظَّم من الأشياء إنما يعظَّم لما يرجى منه من المنافع التي توصل إليه بعض هذه المعاني عندكم، فما وجه عبادتكم أصنامكم التي تعبدونها، وهي خالية من كل هذه الأشياء التي بها يوصل إلى اجتلاب النفع ودفع الضر؟ " (١٣/ ٣٢٢). وجه الدلالة: قال ابن خزيمة في "التوحيد" بعد ذكر هذه الآية: " فأعلمنا ربنا -جل وعلا- أن من لا رجل له، ولا يد، ولا عين، ولا سمع فهو كالأنعام بل هو أضل، فالمعطلة الجهمية: الذين هم شرٌّ من اليهود والنّصارى والمجوس: كالأنعام بل أضل". (١/ ٢٠٢). (٢) معنى (قطْ قطْ): قال ابن الأثير في "النهاية": "بمعنى حَسْب، وتكرارها للتأكيد، وهي ساكنة الطاء مخففة" (٤/ ٧٨). (٣) معنى (يُزوى): يجمع ويضم فتلتقي وتنقبض على من فيها، قال ابن أبي نصر: (ويروى بعضها إلى بعض): أي يجمع، والانزواء: الِاجْتِمَاع والانقباض والانضمام، وَيُقَال: انزوت الْجلْدَة فِي النَّار إِذا تقبضت وَاجْتمعت. تفسير غريب ما في الصحيحين (١/ ٣٤٥). (٤) قوله: (حَتَى يَضَعَ رَبُّ الْعِزِّ فِيهَا قَدَمَهُ) فيه إثبات صفة القدم لله، وفي بعض ألفاظ الحديث: (حتَّى يضع رجله) وفية إثبات صفة الرجل لله سبحانه كما يليق بجلاله وعظمته. قال ابن تيمية ﵀ في "مجموع الفتاوى": في قوله تعالى: ﴿وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ (٣٠)﴾ الصحيح أنَّها على سبيل الطلب، أي هل من زيادة تزاد فيَّ، والمزيد ما يَزيده الله فيها من الجن والإنس، كما في الصحيحين عن أبي هريرة عن النَّبيّ ﷺ أنه قال: "لا تزال جهنم يلقى فيها وتقول: هل من مزيد حتى يضع ربُّ العزة فيها قدمه -ويُروى عليها قدمه- فينزوي بعضها إلى بعض وتقول: قط قط". فإذا قالت حسبي حسبي كانت قد اكتفت بما ألقي فيها ولم تقل بعد ذلك هل من مزيد، بل تمتلئ بما فيها لانزواء بعضها إلى بعض؛ فإن الله يضيقها على من فيها لسعتها، فإنَّه قد وعدها ليملأنها من الجنَّة والنَّاس أجمعين، وهي واسعة فلا تمتلئ حتى يضيقها على من فيها. قال: "وأما الجنِّة فإنَّ الله يُنشئ لها خلقًا فيدخلُهم الجنَّة. فبيّن أن الجنّة لا يضيِّقها سبحانه، بل يُنشئ لها خلقًا فيدخلهم الجنَّة لأنَّ الله يدخل الجنَّة من لم يعمل خيرًا؛ لأنَّ ذلك من باب الإحسان. وأما العذاب بالنّار فلا يكون إلا لمن عصى فلا يعذِّب أحدًا بغير ذنب. والله أعلم. (١٦/ ٤٧). (٥) روايات الحديث عن قتادة بن دعامة بن قتادة السدوسي، أبو الخطاب (٤) روايات: الأول: شيبان بن عبد الرحمن التميمي: من طريقين:=